Tuesday, February 19, 2008

 

غريس .. حبيبتي... حفيدتي ... صارت ست شهور

والله غريس كبرت

وصارت ست شهور

بتضحك..

بتغني...

وتزقزق .. زى العصفور

والله غريس كبرت

وصارت ست شهور

غريس الوردة...

غربس النعمة...

غريس النغمة...

والله غريس كبرت

وصارت ست شهور

غريس الأموره

غريس البنوره

غريس الغندورة

والله غريس كبرت

وصارت ست شهور

الله بخليلها الماما

وبخليلها البابا

الله يخلي أعمامها

و الجدو والتيتا

والجراند با... والنانا

وأولاد العم والكزن

تتربى بحبهم

والله غريس كبرت

وصارت ست شهور

تضحك..

بتغني...

وتزقزق .. زى العصفور


نوال حلاوه

مونتريال، 13/8/2003


 

قطر يا قمر الزمان الجديد,,,,,,إهداء إلى سمو الشيخة موزه بنت ناصر المسند

قطر... يا قمر الزمان

الجديد

قطر... يا حلو المكان

البهيج

قطر.. يا حلم الشباب

ونسيج الاطفال والنساء

قطر رمش العين

ودفء القلب

قطر التطور والعمران

قطر الازدهار والانفتاح

قطر... يا شبه الجزيرة

يا درة

يا وردة

يا زهرة

تسكن بحر الخليج

قطر العهد السعيد

عهد موزه بنت ناصر المسند

سندت قطر

ونساء قطر... وشبابها

أطفالها... وشيوخها

وكل نبت فيها

بحرها

سماؤها

طيرها

ونباتها

الشيخه موزه المسند

سند قطر

نورها ووهجها

عهدها الجديد

الشيخة موزه المسند

أسست مركز قطر

للتفكير والتطوير

وبناء الإنسان

والوطن

في الفجر

تستيقظ ألوان قطر

قوس قزح

ذهبية

بنفسجية

كالشفلح

خضراء

حمراء

تفرش الأرض ضياء

تؤجج القلب

وتنير العقل

حياة وحب وعمل

وأمن وسلام وأمل

قطر العهد الجديد

عهد الحمد المحمود

بن الخليفة آل ثاني المصون

جسد تراث الأجداد

فبني سوق واقف من جديد

فتوهج تراث قطر

وفرشت بالسدو وألوان قزح

وفاحت رائحة البخور

تهف بالمسك والبهار

وحكايات الأجداد

وفروسية الشقب

قطر العهد الجديد

تاجها علم

قلبها نور

عقلها

ألوان قزح

وتواصل عربي وعالمي

أسيا

إفريقيا

أوروبا

والعالم الجديد

قطر العهد الجديد

صنعت قادة

خلقت أمة

بفكر نير طموح

صنعت رمزا

شبابا وهاجا

بنور وعلم

وفكر حر

وروح عطاء مجيد

قطر العهد الجديد

جوهرة

تضيء

بحر الخليج

نوال حلاوه

قطر

16/02/07


 

قطر يا قمر الزمان الجديد


Monday, February 18, 2008

 

ناجي العلي... صاحب حنظله

صاحب حنظله

نظرة من إنسان تراه للمرة الأولى

تعطيك الأمان وفيض من الحنان

ورغم مظاهر الفرح المؤقت

يطفو حزنا من الأعماق شفافا للحظات

يمتصه ثانية عبر مسامات الألم الواسعة

يزرعه في فؤاده ويسقيه بدمائه

ومنذ اللحظة الأولى


اللقاء الأول

تتحقق النبوءة

وتقرا صفحة ناصعة البياض

وتشاهد مرآة

تعكس أنواع من العذاب

ومرارة التشريد والاغتراب

كعصفور يئن

وينشد الحزن

منذ أن اقتلعت عشه ريح عاتية

عن "الشجرة" *

التي ورثها

عن آبائه وأجداده الأولين

منذ آلاف السنين


الحنين

منذ ذاك الحين

عذبه الحنين

وفي كل صباح

تدميه نظرات الجوع والحرمان

من عيون الأطفال الأبرياء

وزوجات الشهداء

في مخيمات القهر والشقاء

وامتلآ الوعاء وفاض

واختار طريق الخلاص

فأصبح الألم قلما والدم مداد


الناطق باسم الفقراء

في جمع من الناس

مع الناطق باسم الفقراء

كان اللقاء

تبادلنا التحية

على الطريقة البوذية

وعندما تقاربنا

قال: "أعرفك"

قلت: "لا"

لكنني حاولت لقاك من "زمان"

لأسألك عن ابنك الحيران

إلى متى يثير في الحزن

ويمنع النوم عن الأجفان .. ؟


رادار ساطع

قال: ابني لاجئ فلسطيني

معجون بعذابات الوطن المحتل

ابني... يرفض الغربة والاقتلاع

ويتحرك دائما في كل مكان

يترصد الأحداث

بعين تخترق.. كل الأبعاد

كرادار ساطع

يسجل في الليل والنهار

فقير بلا غذاء

عريان بلا رداء

حفيان بلا نعال

ولاجئ

بلا وطن

اغتصاب الأرض

اغتصبت أرضه

ينام في صقيع المخيمات

وتحاك ضده المؤامرات

يتمسك بهويته

ويدافع ببسالة عن قضيته

تنبض بصماته

مع كل همسة ألم

مع كل أنٌة قلب

مع كل دمعة طفل

إنه رمز الكرامة والوفاء

وضمير أمة قتلوا فيها الإباء


أنت في كل قلب

قلت بحب: أنت في كل قلب

يعشق الأرض البعيدة

ويلعق الألم المرير

لقد طال بنا الزمان

ونحن على نفس الحال

بل نحن نخطو إلى الوراء

وبقي الأمل المخنوق

يحلم بالوطن المحتل

هل سنمتلك الحلم؟؟

أم سيغتصب الحلم؟؟

قلت أيضا: أنت ترى وتتألم

وألمك لا يذهب هدرا

ترسم خطوطا صريحة

وتكشف حكايات رهيبة

ومؤامرات خفية

ومعاناة شعب

لسنوات طويلة


حنظله رمز للوجدان

قال: " سيبقى "حنظله"

رمزا للوجدان

سيبقى حنظله.... يفضح الظلم والطغيان

وسيبقى حنظله .... سندا لشعب يعاني البعد والحرمان

سندا لشعب يعاني نير الاحتلال

سيبقى حنظله ... يزرع الورد والرمان

والتفاح والبرتقال

والتين والزيتون

وطور سنين ...

وهذا البلد الأمين

لقد طالت سنوات الغربة والهوان

والشعب بعاني القهر والحرمان

حنظله... لن ينسى الوطن الحبيب

ولن يفك القيد

حتى تسقط جميع الأقنعة

وتشرق الشمس

ونسترجع الأرض


حنظله باق

قلت: "سنراه كل يوم

ونتعلم كل يوم

ونتألم كل يوم

ونقاوم كل يوم

ولآخر نبضا سنقاتل

لأن الوعي يكبر

والشعب يعرف

إن القتل والأصفاد

ترصدونه في كل مكان

نفذوا فيه حكما بالإعدام

لأنه يرفض الذل والاستسلام

لكن "حنظله" باق

يحيا ويقاتل وشما على كف مقاتل


نوال حلاوه

الكويت 1981

* الشجرة: اسم قرية الشهيد ناجي العلي التي قدمت ألف شهيد عندما اغتصبت فلسطين عام 48، منهم الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود.


Sunday, February 17, 2008

 

حقول المتاهات

ألم مجروح مجروح

قلبي مفطور محزون

على شعبي...على ناسي...

على أهلي وأطفالي

وجعا أصاب فؤادي

وسهم غادر رشقني

أصاب قلبي الحزين بوجع أليم

آه ... لو نتذكر

عمرنا "كمشة" أيام ... أشهر ... أو... سنوات

.............

............

حزنك يا قلب يعذبني

يرتعش له فؤادي...

ويدق في صدري

بم.. بم... بم...

كضربات عصفور

ينتفض بقوة

أصيب بطلقه

طلقة مطاط أو رصاص

أو بجنون الكره والحقد

وممارسة قتل الأطفال الأبرياء

وقتل الحياة في الزرع والنبات والماء

وحرث الأخضر

وقلع جذور أشجار الزيتون

وجرف مياه الأرض

وهدم بيوت الله والإنسان

............

............

مئات من القتلى...

آلاف من الجرحى والمعطوبين

المستوطنون والمستوطنات

يهددون ويتوعدون

برصاص لا يخطئ

وطائرات الأباشي

تتحرش بكل ماشي

تمارس القتل الجماعي

بصواريخ الأمريكي

طلقة واحدة من زناد حاقد لئيم

ومحتل أثيم

يهوى قتل البراءة والإنسان

يكره بعنف

ويقتل بدم بارد

يكره كل عربي

ويقتل كل فلسطيني

يكره السلام والإنسان

ويحتقر الألوان

..........

..........

يشتهي لونا واحدا فقط

يعشقه ولا يهدأ

حتى يراه يتدفق

من عيون أطفال فلسطين

وجبين شهداء الأقصى الحزين

أجل... يحب لونا واحدا فقط

لونا نازفا

أحمرا ساخنا

يزين له حقده الأسود... نصرا زائفا

هل ينتصر من ينزع الحياة...

هبة من الله... ولله تعود

يا رب......

هل ينتصر من يزرع الموت

ويغتصب الأرض

وكل شيء حي

يا رب...

هل ينتصر من يزرع الدمار ويقصف الديار

بالإف 16

هل ينتصر من يقتل الأطفال الأبرياء

والنساء... والرجال... والشيوخ...

على الحواجز والطرقات

وفي الملاعب والأسواق

ومخيمات اللاجئين

.......

......

من فوق رؤوس جبال فلسطين

يقنصون كل شيء حي

يستوطنون

يستحكمون

يتحكمون

يتعبدون ويتجبرون

يسرقون الأرض والسماء والماء والهواء

والفلافل والحلاوة والكنافة

والصابون وزيت الزيتون

وطور سنين وهذا البلد الأمين

يا رب..

هل ينتصر من يتصيد الأرواح البريئة

والشهيدة...

في الشوارع.... في المدن... في القرى

وفي مخيمات اللاجئين

.......

.......

يتعقبون الزرع والطير والإنسان

ويدوسون التراث والفن والإبداع

ولوحات التشكيليين...

في الداخل والخارج

في غرف نوم الأطفال ...

في المطبخ وعلى مائدة الإفطار

في الساحات... وفي بيوت الله

في السجود وفي الركوع عندما

يكبر المؤذن

حيا على الصلاة

وأخوة الجوار واللسان

نائمون... ساهمون.. صامتون

مغيبون وغائبون

آه يا قلبي المحزون

تقرأ وتشاهد النزر اليسير

من محطات الغرب اللئيم

تضج... تتعذب...

ينصهر الوجع في قلبي

ينزف دمي

يسيل الأحمر في مساقات روحي

وينزف من مسامات جلدي

ويتركني في مهب الريح

أنادي

يا عرب.... ويا مسلمو الديار

أنقذوا أهلي

ساعدوا شعبي

مدوا لهم العون

أغيثوهم

أصيح كما صاحت العنقاء يوما

وإسلاماه...

وإسلاماه...

أصيح دون مجيبا

واعروبتاه

واعروبتاه

أرجعوا لي دمي الذي روى جفاف الأرض

أرجعوا لي عزي وكريائي

وحقول المتاهات

أرجعوا لي قلبي الذي كان ينبض بالحب والحياة

أرجعوه إلى رحم أمي

أصيح دون مجيبا

......

زمن الشهامة مات

وقبرت الأحلام

......

جنين كنت أنا

وسأموت جنينا كما جئت

قبل ألف عام... وعام

نوال حلاوه

مونتريال / كندا

12/7/2001


Saturday, July 21, 2007

 

مهرجان العالم العربي الثاني في مونتريال

مهرجان العالم العربي الثاني في مونتريال حاز على ضجة إعلامية كبيرة، حيث حضره رئيس حكومة كيبيك، ووزراء، وأعضاء برلمان، وممثلة الرئيس الكندي السيد كريتيان.

كلمات الإفتتاح كانت كثيرة نذكر منها كلمة رئيس حكومة كيبيك السيد برنارد لاندري Bernard Landry، وكلمة ممثلة رئيس الحكومة الكندية السيد جان كريتيان Jean Chretien والوزيرات والوزراء منهم وزيرة شؤون البلديات النشطة ذات الشعبية الواسعة السيدة لويز آريل Louise Harel، ورئيس الحزب الليبرالي في كيبيك جان شاريه، وعضوة البرلمان الكيبيكي عن الحزب اللبيرالي في كيبيك السيدة فاطمه هدى Fatima Houda-Pepin، ورئيس بلدية مونتريال السيد بيار بورك Pierre Bourque .

كانت الكلمات بما فيها كلمة عميد السلك الدبلوماسي العربي السيد عبد القادر لشهب، سفير المغرب في العاصمة أتاوا، بمثابة رسالة سياسية خاصة وداعمة للجاليات العربية المقيمة على أرض كيبيك. رسالة سياسية باسم الجاليات العربية موجهة الى شعوب العالم خاصة كندا وأمريكا التي أجمعت على أن أحداث 11 سبتمبر المؤلمة وما تلاها من ويلات الحرب الأفغانية، يحثنا أكثر على التمسك بالمبادئ والقيم العربية إسلامية أو مسيحية والتي أجمع الكل على أنها ذات طبيعة سمحة وتحث على سلوك درب المحبة والإخاء، والأمانة والصدق في التعامل وفي الألفاظ، " أحبوا لغيركم كما تحبوا لأنفسكم" أجل لقد حثتنا الأديان السماوية كلها على المحبة والسلام ونبذ العنف منذ الأزل.

هذه المباديء السمحة والصافية والتقاليد العربية الطيبة التي نشأنا عليها، يجب التمسك بها إذا أردنا أن نكون قوة هامة في المهجر الكندي بعامة، وكيبيك بخاصة، حيث يعيش فيها حوالي الربع مليون من الجاليات العربية والمسلمة، والتي أصبحت تهتم بالإنتخابات بعد أن نجح مستشار بورك للشؤون العربية، في جمع شملهم من أجل دعم حملة السيد بورك في الإنتخابات، والتي وللأسف الشديد لم ينجح فيها السيد بورك، ولكن الجاليات العربية والإسلامية نجحت في أن يصبح لها اسما بعد أن توحدت كلمتها لأول مرة. أما السيد بورك فنحن على قناعة تامة بأنه الأفضل، لأن مونتريال في قلبه، قدم لها عصارة روحه، خسر بورك وآلمتنا خسارته، ولكن رؤيته نجحت لتصبح جزيرة مونتريال مدينة واحدة. وكما عهدناه سيعود ثانية لترأس المعارضة، وهذا بالتالي سيقود الجميع بما فيهم الرئيس المنتخب ترمبلي وفريقه لبذل أقصى جهودهم وهذا كله سينصب لصالح سكان مدينة مونتريال الموحدة. نعود لافتتاح مهرجان العالم العربي الثاني، لقد كانت الكلمات التي ألقيت واعدة وواعية لمجرى الأحداث، وركزت على المبادئ العامة التي تفرض المساواة والعدل والحقوق المتساوية بين جميع سكان المهجر الكندي، بل أجمعت الكلمات على أن المساواة بين سكان كندا هي دستور أساسي للمحافظة على أمن وسلامة هذا البلد المتعدد الثقافات والذي ميز مقاطعة كيبيك بخاصة، وكندا بعامة، عن بقية سكان العالم بالغنى الثقافي والتواصل التراثي الذي أصبح جزء لا بتجزأ من تراث كندا. توحدت كلمات الإفتتاح حول العمل على صيانة الثقافات المتعددة وعلى رأسها الجاليات العربية دون النظر الى أصولهم الدينية أو العرقية، بل دعت الكلمات الى المساواة التامة بين جميع الثقافات، وأكدت على دعمها لها لأنها تغني الثقافة العامة بشكل كبير .

حفل الإفتتاح حظي بكلمات تستحق الإعجاب، لأنها كانت على مستوى الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها العالم برمتة خاصة الشعب الأفغاني الذي يعيش حربا شرسة منذ أكثر من شهر، هذه الحرب القاسية طالت الشعب الأفغاني برمته بحجة الوصول الى شخص واحد اعتبروه المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر المؤلمة في نيويورك، دون أن يتأكدوا هل هو حقا المتسبب لهذه المأساة؟ ودون أية تساؤل لماذا حصل هذا الأمر المفجع، ولأن أصابع الإتهام اتجهت فورا الى أسامه بن لادن، أثر ذلك بشكل سلبي على كل عربي يعيش في أمريكا الشمالية، نتج عنها أعمال فردية لكن المسؤولين ردعوا هذه الأعمال فور حدوثها.

أما السيدة فاطمة هدى، النائبة في الحكومة الكيبيكية عن الحزب الليبرالي، فقد كانت وردة الحفل ورئيسته الفخرية، ولقد أحسنت وأجادت عندما استخدمت اللغتين العربية والفرنسية، وكان لكلمتها طعم خاص ونكهة عربية أصيلة ممتزجة بلهجة وطننا الجديد مونتريال كيبيك، تكلمت بالفرنسية عن أصالتنا العربية وتسامح أدياننا الإسلامية والمسيحية، كانت كلمة هادفة وضعت نصب العين والقلب هذا الإحتفال الخاص في مكان يليق به، والتي عرفنا من خلالها بأننا نحتفل بمهرجانا عربيا خاصا.

أما الفنان العظيم مرسيل خليفه فقد كان طل علينا كضوء القمر وكان نجما بلا منازع، هذا الرجل الذي ساهم في تعريف الشعوب العربية بكلمات شعراء الأرض المحتلة منذ أواسط السبعينات عندما جسدها أغان وطنية شفافة وصادقة، وبقي مرسيل كبيرا وزاخرا بالتزامه الوطني وعطاءة الفني الذي انتشر في بقاع الأرض بفضل إخلاصه لمبادئه القومية والفنية، والتي تصاعد مستواها وتميز مع كل عمل فني جديد. لقد أتحفنا بأغنية "محمد" رمزا للشهيد الملاك "محمد الدرة" الذي استشهد وهو يحلم بالدراجة والمدرسه. أطل حزن عميق من عيون الفنان مرسيل وهو يغني للشهيد محمد رمز شهداء انتفاضة الأقصي التي دخلت عامها الثاني ولم تتخاذل، رغم شراسة العدو، هذا الحزن الذي طل من عيون مرسيل أعادني لسنوات طويلة مضت عندما قابلت هذا الفنان لأول مرة في مدينة بيروت الباسلة حيث كنت أشارك بإحدى المؤتمرات التي كانت تزخر بها بيروت التي كانت منبر الحرية والديمقراطية في العالم العربي. عرفني به شاعر وصديق، وضرب لي موعدا معه، كان ذلك عام 1981 . ذهبت الى منزله لعمل لقاء أو سبقا صحفيا معه، كانت فرقة الميادين معه يتدربون على عمل جديد، رغم ذلك اقتطع من وقته لحديث ينشر لأول مرة له في صحيفة كويتية. وبعد أن انتهى اللقاء الصحفي سالني: "هل أنت متأكدة بأنك ستنشرين هذا اللقاء في صحيفة كويتية" قلت له طبعا سأنشرة في صحيفة الوطن الكويتية، وهي صحيفة عروبية، تسائل مندهشا " كيف سيسمحوا لك بنشر لقاء معي وهم "أي الحكومات الخليجية" تمنعني من زيارة بلادها، ولا تسمح لإذاعة أغاني الوطنية في محطاتها الإذاعية" أجبته بأنه سيأتي اليوم الذي سوف يزور فيه الكويت. وقد جاء هذا اليوم فعلا بعد سبع سنوات من نشر اللقاء الصحفي الأول في صحيفة كويتية وخليجية، كان ذلك عندما اشتعلت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، عندها تداعت المرأة الفلسطينية والكويتية والعربية في الكويت لدعم هذه الإنتفاضة المباركة "انتفاضة أطفال الحجارة" وجمع التبرعات لها، وطلبنا الإذن باستضافة الفنان مرسيل خليفه الذي تبرع بريع الحفل للإنتفاضة، كان حفلا هائلا... أعادته الذاكرة إلى مخيلتي وهو يغني للشهيد محمد.

أذكر أنني دعيت لحفلته التي أقيمت في الكويت أصدقاء كنديين يعمل الزوج في الكويت، وكان لهم تعقيبا على أداء مرسيل رغم أنهم لم يفهموا كلمات الأغنية للشاعرعز الدين المناصرة الذي أنشد له شهيرته، " منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصعة زيتون وعلى كتفي نعشي، وأنا وأنا وأنا أمشي".

أتعرفون ماذا كان رأي أصدقائنا الكنديين، " لو بقى هذا الرجل ثلاثة أيام يغني في الكويت من المؤكد أنه سيشعل الروح الثورية في شعبها"

نعود ثانية لمهرجان العالم العربي الذي أحيا الحنين لذكريات حنونة وساخنة. بدأ العرض بفرقة جزائرية بقيادة الفنان عبد المجيد حيث قدم أغاني تراثية، ثم تلتها فرقة الأرز اللبنانية، ثم أغنية من فنانة كيبيكية، وعرضا تعبيريا جميلا لفنانتين تونسية وأخرى كيبيكية، وعزف خاص على البيانو لفنانة لبنانية من أصل أرمني، ثم رقصة شرقية لفنانة كيبيكية.

وبعد أن انتهى العرض الرسمي وغادر الضيوف والجمهور المسرح، امتلأ ثانية بجمهور كان ينتظر في الخارج وفي أروقة المسرح، وبدأت العروض الأخرى، منها العرس الفلسطيني التقليدي والذي تميز بالأهازيج والزغاريد الشعبية وجسدت الدبكة الفلسطينية تراث هذا الشعب الباسل والمناضل، تلاه العرس اللبناني الذي تميز بالبهجة والفرح، ثم لوحة تعبيرية فنية جميلة لمدام عزيزة مديرة ومؤسسة أول ستوديو لتعليم الرقص الشعبي التونسي، وللحق أقول أن العرض التونسي تميز بالتراث الأندلسي العريق الذي ورثت بلاد المغرب العربي ومنها تونس، ثقافته العريقة الممتدة إلى عبق التاريخ الخالد.

هذا وعلى الرغم من بعض السلبيات الصغيرة التي سببت تنغيصا لبعض المشاركين، إلا أن المهرجان استطاع أن يثبت بأننا قوة عربية لا يستهان بها، وأن لنا ثقافة متميزة، وتراثا عربيا عريقا يناهض الثقافات الأخرى، بل يتفوق عليها لأنه نابع من حضارات ضاربة في عمق التاريخ العربي والإسلامي.

أهنيء القائمون على مهرجان العالم العربي، وأهنيء أيضا الأشخاص والمؤسسات الذين قدموا لوحات تراثية وفنية جميلة لبلادهم، وأخص بالذكر اللوحات العربية من فلسطين وتونس ولبنان، لقد بذلوا جهدا كبيرا وقدموا لنا عملا نفخر به. كان من المنصف لو أتيحت لهم الفرصة أن يشاهد عروضهم هذه المسؤولين وكبار المدعووين، صحيح أن كلمات المسؤولين أخذت وقتا ولا أعتقد بأن زيادة عشر دقائق أو أكثر ستقلل من مجرى هذا الحدث العظيم، بل كانت ستغني هذا العمل التراثي والثقافي العربي الهام.

لقد كانت الدعوة للإفتتاح الرسمي عامة وهذا شيء جميل، إلا أنه ترك الناس الذين زاد عددهم على سعة القاعة ينتظرون خارج المسرح لفترة قاربت الساعتين وهذا في الحقيقة يسيء للعمل برمته، وأعتقد أنه من المطلوب مستقبلا إيجاد مكان أوسع وأرحب للإحتفال القادم، حتى يتمكن أكبر عدد من أفراد الجاليات العربية من التواجد، كما يجب العمل على زيادة دعم قدرة المشاركين في هذا المهرجان والمهتمين بابراز تراث بلادهم، وذلك من خلال تصعيد مقدرتهم الفنية، وابراز ثقافتهم وتعريفها للمسؤولين والشعب الكيبيكي بخاصة، والثقافات المتعددة في كيبيك بعامة. أو توجه دعوات خاصة لحفل الإفتتاح تناسب حجم تناسب إمكانيات المسرح المتوفر، على أن يكون حفل الإفتتاح شاملا لكل المشاركين لتعم الفائدة، وحتى لا يغيب جهدهم عن أنظار المسؤولين، وكبار المدعووين.

لقد أصبح لزاما علينا كعرب نعيش في مونتريال خلق كيانات ثقافية وتراثية عربية محلية خاصة من أجيالنا الناشئة، لإنهم ثروتنا الثقافية، وأملنا في امتداد هذه الثقافة لكل الأجيال القادمة، وذلك من خلال النشاطات الثقافية والتراثية، والتمسك بثقافتنا العربية وتراثنا الأصيل، ومشاركة هذه الفئة العربية النيرة من الناشئة في كل حدث ثقافي، وتعويدهم على تحمل مسؤولية تراث بلادهم، وإنصافهم من خلال تسليط الضوء على هذه الإنجازات الرائعة. كل هذا سيساهم في خلق جالية ثقافية عربية متميزة وقادرة على التفوق والإبداع، لأن الشبيبة هم البوتقة التي تصهر نفسها وتتوهج من أجل أن يتوهج الوطن العربي في المهجر ضمن النشاطات الثقافية،في وطن الثقافات المتعددة.

وفي الختام أتقدم بالشكر للسيد جوزيف نخله رئيس المهرجان، ولكل أعضاء لجنة مهرجان العالم العربي، ولكل جالية عربية وغير عربية ساهمت في إغناء هذا البرنامج الثقافي الحافل، داعية للجميع بالتوفيق والسؤدد في نشر الثقافة العربية بالطريقة التي تليق بهذا التراث العربي الأصيل والعظيم.

مونتريال،
نوفمبر 2001

-----------------------------------------------------

ملاحظة: الرجاء من القائمين على صحيفة المستقبل إذا ارتأوا نشر هذا المقال أن لا يشطبوا صفتي الإعتبارية ككاتبة وصحفية ورئيسة بيت تراث العرب في كندا، كما حصل في المقال الذي نشر بصحيفتكم الغراء بتاريخ 13/10/2001، والمتعلق بانتخابات بلدية مونتريال مع الشكر.

 

ماذا تم عمله من أجل تغيير هذا التصنيف المحزن والأليم... متى تجند الثروات العربية الهائلة لخدمة شعوبها ورفع عار الفقر والجهل عنهم...


عودنا الزميل محمد نبيل أن يدخل في صلب مواضيع ملحة، ومثيرة للاهتمام. خاصة ما تناوله اليوم من وضع العرب والمسلمين وفارضو الرأي الأحادي الجانب من بناة الجهل والتقهقر في مجتمعاتنا العربي.
كان تصنيف العالم العربي، حسب تقديرات الأمم المتحدة، في العام الماضي، بأنه يقع في الدرجة الدنيا من التخلف والجهل والفقر.
ماذا تم عمله من أجل تغيير هذا التصنيف المحزن والأليم... متى تجند الثروات العربية الهائلة لخدمة شعوبها ورفع عار الفقر والجهل عنهم...

هل هذا التصنيف يقبله عقلا حرا... ؟
ألا يعلم حكامنا بواقع بلادهم... ؟
إلى متى اللامبالاة بحقوق الإنسان العربي من قبل حكامه...؟
إلى متى يبقى طريق الحرية مسدودة أمام الشعوب العربية... ؟
الى متى تعاني القرى النائية في العالم العربي، التي لا تعرف التلفون ولا الكهرباء، ولا الرعاية الصحية... الخ... ؟
وإلى متى تستفحل فيهم الأمية والجهل... ؟
والى متى.......والى متى........ الخ... ؟

إن أحد أهم أسباب التخلف والجهل والفقر، هم السياسيون وممثلو الشعب، ومن دار في فلكهم، الكل يجتهد بشكل عام لمزيد من المصالح الشخصية والقبلية، ناسيين أنهم جاءا لخدمة مواطنيهم وبلدانهم، لهذا يستشرسون بالحفاظ على هذا التميز، بسبب جهلهم أو تجاهلهم بالقيم الإنسانية التي حث عليها ديننا الحنيف، واحترام الذات في العمل العام.

انعدام الديمقراطية، وحجر حرية الناس، أدى إلى الخوف من كل شي... الخوف من التفكير، الخوف من التعبير... الخ، وهذا بالتالي ساهم في تبلد أفكارهم، خوفا من العذاب الذي ينتظرهم، إذا سمحوا لأنفسهم أن يعوا ما حولهم، ويفكروا به في عمق، وأن يبدوا رأيا مطالبا بحرية التفكير الذي هو حق وهبنا الله إياه يوم خلقنا.

موضوع الحريات والديمقراطية في الوطن العربي موضوع هام وحساس وحافل ومؤلم وحزين... !!

هل يباح للديمقراطية في البلاد العربية أن تولد وتنمو وتكبر... ؟

متى يا ترى...

أتمنى بعد أن مارسنا في المهجر حرية الفكر والتفكير، أن تفتح الأبواب على مصراعيها عل وعسى أن نبدأ في ممارسة الحوار الفكري بشكل حر ومنطلق... دون رقيب ولا حسيب.. الديمقراطية الحقة هي الديمقراطية السمحة الواعية... التي نوفر الحقيقة والمعلومة الأمينة لأجيالنا العربية الناشئة... حتى التمييز بين الحق والباطل، ويعوا ويبتعدوا عن الانخراط في أعمال عنفوية مدمرة، كيف يمكن أن يعوا أن قتل النفس محرمة في ديننا الإسلامي الحنيف، إلا دفاعا عن النفس

الحوار والتبادل الثقافي والانفتاح على هذا العالم الذي أصبح في متناول اليد بحكم التطور التكنولوجي الهائل أصبح ملحا. كيف يمكن للذات العربية أن تبنى إذا هي غيبت واغتصبت حقوقها نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا
الغرب يصدر لنا كل شيء... ليس فقط التكنولوجيات الحديثة والعلم بل أيضا الخبز والطعام بمختلف أنواعه المعلب والمكيس والمكرتن. وماذا صدرنا لهم بالمقابل....؟ الإجابة مستفزة... لعل وعسى أن تلقي بعض النور ويصبح التحدي العظيم من أجل الوعي والنهوض، الذي نريد له الخروج من عنق الزجاجة إلى نور السماوات والأرض.. إلى الهواء المعطر بالحرية الشاملة والديمقراطية الحقة... إلى استبدال الخوف بالجرأة والعمل... والعنف والتطرف والرأي الأحادي الواحد بالانفتاح والوعي والعمل الجاد من أجل مستقبل بناء وواعد... من أجل أجيال تتطلع الى مستقبل أفضل ووعي أكبر.

 
" قمة النجاح أن نخترق جدار الصمت ونحول السلبيات الى عمل ايجابي رائع "
رسالة دافئة بنبض القلب الى الجاليات العربية في كندا والوطن العربي

لقد جابه مشروع "بيت تراث العرب" منذ ولادته عام 1997 في كندا، معوقات لا تحصى خاصة أنها جاءت ممن يعتبروا في حكم الأصدقاء، ومن جهات عربية من المفروض أنها فعالة في النشاطات الثقافية، ومن البعض الذين يدعون أنهم الوحيدون الذين يمثلون الثقافة العربية في وطننا الثاني كندا.

إن الإرادة الصلبة والإيمان والتصميم على النجاح تخطت كل المعوقات السلبية، وتحقق النجاح بسبب إيماننا الراسخ بالمشروع، ولأننا وصلنا الى قلة مختارة لمؤسسات عربية مماثلة جاءت من بلادها لتقدم لنا مجموعاتها التراثية القيمة حيث آمنت بالفكرة وضرورة دعمها، ومن مجموعة من النساء العربيات، في مونتريال وأتاوا وتورونتو يملكن مجموعة من الأثواب التراثية، ومن المستشار السياحي المصري في مونتريال، وغيرهم من المهتمين الذين لبوا دعوتنا الحارة بأن تكون بلادهن ممثلة بالمهرجان.

إن الإعداد للمهرجان أخذني بالكامل لمدة خمسة أعوام متواصلة ثلاثة منها في سفر للبحث واقتناء الملابس التقليدية العربية، والكتب التراثية والفنية، والصناعات الشعبية، حيث استطعت شراء وجمع مقتنيات قيمة تضم تراث كل من فلسطين، الأردن، الخليج العربي، اليمن، وحديثا مصر. وعامين في عمل دؤوب للبحث عن النواقص من الأثواب لتسعة عشره وطنا عربيا، وإعداد برنامج العمل الذي استخدمنا فيه طرق الإدارة الحديثة Think Tank Room من الألف الى الياء. إن التفاف الناشئة العرب، وتعيين ذوي الإختصاص قادنا والحمدلله الى قمة النجاح، واستطعنا تجسيد تراث 19 وطنا عربيا بعضها جاء من مصادرها والبعض الآخر محليا.

ولأننا أردنا لمهرجاننا العربي التراثي الأول النجاح وفقنا الله في تقديم هذا التراث العربي بأزهى وأبهي صورة، وبعرض تراثي وفني أخاذ دون انتظار لمصلحة شخصية أو منفعة خاصة، استخدمنا فيه أحدث أساليب التكنلوجيا الحديثة واستعنا بمديرة فنية متخصصة في عروض الأزياء لتنظيم سير دخول وخروج بناتنا وشبابنا على المسرح، ومذيعتين متخصصتين للغتين العربية والفرنسية، وسيده متخصصة في العلاقات العامة. هذا وقد أجمعت بعض الرسائل وهي كثيرة وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية على أن هذا العمل قد دخل التاريخ في مجال العمل التراثي والثقافي والفني العربي في المهجر، وأنه كان عملا جبارا وعملاقا، تألقت ذكريات شهرزاد صاحبة ألف ليلة وليلة بحكاياتها الساحرة، على مسرح مجمع الفنون Place-Des-Arts، وجسدت لنا ليلة من أجمل ليالي ألف ليلة وليلة بطريقة فنيه ساحرة لم يتوقعها أحد، كما قالتها لي سفيرة مصر في أتاوا د. سلامه شاكر وسفير دولة الكويت الأستاذ فيصل المليفي، وقنصل مصر العام في مونتريال الأستاذ سعيد إمام، والمستشار الثقافي في السفارة الليبية الأستاذ عبد القادر الهويدي، وغيرهم وهم كثر لا مجال لذكرهم.
إن المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث العربي جسد عروض لأثواب تراثية نادرة، ورقصات ودبكات وأعراس عربية شعبية، وصناعات تقليدية ومطرزات بأشكالها المختلفة، وأكلات ومشروبات شعبية باردة وساخنة لتسعة عشر وطنا عربيا، في ليلة توحد فيها التراث العربي على مسرج مجمع الفنون في مونتريال، جاء في الوقت المناسب. ان هذا العمل الوحدوي الشامل لم يكن رسالة ثقافية وتراثية فقط بل كان رسالة إعلامية هامة ومميزة حيث ساهم فيه أكثر من 250 شاب وشابة من الناشئة العرب، في بوتقة الثقافة والتراث والفن العربي، وأثبتنا للمسؤولين الكنديين والكيبيكيين، وللثقافات المتعددة، ولأجيالنا العربية الناشة في المهجر بأننا شعب يمتلك حضارة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ.

أخوتي وأخواني.. اننا نتطلع جميعا بعد نجاح المهرجان والإيجابيات التي طرحت نفسها في نثبيت قواعد العمل العربي الوحدي خاصة بين الشبيبة العربية، نتطلع بأمل كبير الى إنشاء وبناء بيت عربي نجمع فيه تراثنا ليكون مركز اشعاع ثقافي وتراثي في شمال أمريكا اسوة بمعهد العالم العربي في فرنسا. لن تستطيع تحقيق ذلك دون دعم منكم، نحن نمد لكم ايادي بيضاء تعمل بصدق وإخلاص من أجل أهداف سامية ونبيلة، نحتاج الى معونتكم ومؤازرتكم. لقد توحد وتفان جميع من شارك في المهرجان العربي الأول من أجل تحيق هذا الهدف النبيل، وهذا ساهم بحق في تحقيق أحد أبرز أهداف بيت تراث العرب حماية الأجيال العربية الناشئة في كندا من الذوبان في مجتمعهم الجديد، والكل منا كان حريص على الحفاظ على هدف بيت تراث العرب الأساسي وهو الحفاظ على أعز وأغلى ثروة عربية قومية عزيزة علينا جميعا وهى الإنسان العربي في وطنه الثاني كندا.

أجل إن أجيالنا الناشئة في كندا كانوا المحور الأساسي لنجاح هذا المشروع الهام الذي دخل قلوبهم وعقولهم معا وأصبحوا يرددون بصوت عال، وبفخر واعتزاز "نحن من أصل عربي". نقولها بصدق بأننا استطعنا أن نحقق اللبنة الأولي لصرح عربي تراثي كبير وهو "بيت تراث العرب. ليجمع هذا النشئ العربي الذي ينهل العلوم والتكنلوجيا الحديثة في وطنه الثاني ونسعى أن يتمسك بنفس الوقت بتراثة وثقافتة العربية.

" بيت تراث العرب" جاء ليجسد الحماية من إنصهار أبنائنا في المجتمع الجديد وذلك من خلال تعريفهم بلغتهم الأم بطريقة علمية حديثة، ومن خلال اللقاء والتعارف الذي زاد من أواصر الترابط والتلاحم ببعضهم البعض بخاصة، ومع الوطن العربي الأم بعامة.

ان العمل الفني المشترك الذي شاهدنا نجاحه وتلاحمه في المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث الشعبي العربي الأول في مونتريال، أثبت عمليا بأن افضل طريقة لتعلم اللغات هو التوحد العربي على المسرح لتقديم عمل فني وثقافي وتراثي بالكلمة والصوت واللحن الأصيل، وهنا تحقق الهدف السامي الذي يسعى له "بيت تراث العرب" عندما أجاد الناشئة العرب تجسيد تراثهم الحضاري والإنساني الجميل على المسرح، وكلنا يعرف بأن من لا جذور له لا فروع له، ومن يجهل تراثه لا يهمه الإنتماء اليه أو الفخر به أو حتى الدفاع عنه وعن قضايا الوطن العربي الساخنة وفي مقدمتها قضية العرب الأولى فلسطين.

أن التعريف بتراثنا العربي الإنساني، وتسليط الضوء على جذور التراث العربي الممتد في أعماق التاريخ الإنساني والعالمي هو رسالة إعلامية هامة جدا نوجهها هنا للمسؤولين الكنديين بخاصة والثقافات المتعددة بعامة، وهو واجب كل مواطن كندي من أصل عربي، الذي أتوجه إليهم جميعا بجرارة من خلال كلمتي هذه أن يتوحدوا، ويمدوا لأبنائهم الناشئة العرب يد العون والمساعدة، ويساهموا في تأسيس بيتهم العربي الذي سيساهم بشكل فعال وعملي في توحيد أنفسنا ليصبح لنا موقعا ووضعا يؤخذ بعين الإعتبار من قبل المسؤولين خاصة وأن ثراء تراثنا العربي ساهم في إغناء التراث الكندي، خاصة وأن كندا تتميز عن غيرها من دول العالم باحترام وتقدير الثقافات المتعددة، التي كونت فيما بعد المجتمع الكندي الحديث وبعده الحضاري والإنساني والعالمي.

أيها الأخوة والأخوات الأفاضل "بيت تراث العرب" هو منبع وجودنا العربي على أرض كندا، هو منكم واليكم، إنه الوجه الحضاري للجاليات العربية في شمال أمريكا، والمعبر عن تاريخنا الإنساني العريق والجميل، إنه رسالة حب وسلام للعالم أجمع.

اسمحوا لي باسمكم جميعا أن نكرر الشكر ثانية وثالثة، لكل من ساهم في هذا العمل العربي الناجح، ونخص بالشكر الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الذي بموافقته على رعاية مهرجاننا وفر لنا سندا عظيما. كما نشكر السفراء العرب الذين حضروا بأنفسهم وساهمت أغلب السفارات العربية في المعرض العربي أثناء حفل الإفتتاح، ودعمت أركان بلادها برموز من الصناعات التقليدية الأخاذة.

وأخيرا نشكر أصحاب القلوب الدافئة الذين كتبوا لنا كلمات رائعة عن المهرجان، كما نشكر يشكل عام كل من مد لنا يد المحبة والود، وكل من ساهم بشتى أنواع الدعم ونحن على العهد باقون لنبني سويا ومعا يدا بيد "بيت تراث العرب" في كندا.

لمزيد من المعلومات ولكل من يرغب بالمساهمة في هذا المشروع العربي الحيوي والرائد، نرجو الإتصال على العنوان التالي، كما تستطيعوا زيارة موقنا الألكتروني المتواضعن وزشكرا لكل من قرأ كلماتي الدافئة والتي أتمنى أن تصل الى قلوبكم لأن ما يخرج من القلب يتسلل الى قلوب الآخرين بيسر وسلاسة وسلام من الله عليكم، الى أن نلتقي ثانية تقبلوا منا طيب المنى وعطر الهنا، وإن لله عبادا إذا أرادوا أراد،
نوال حلاوه
رئيسة بيت تراث العرب
--------------------
Nawal Halawa, President
Arab Cultural House
www.arabhouse.org
info@arabhouse.org

This page is powered by Blogger. Isn't yours?