Saturday, July 21, 2007

 
" قمة النجاح أن نخترق جدار الصمت ونحول السلبيات الى عمل ايجابي رائع "
رسالة دافئة بنبض القلب الى الجاليات العربية في كندا والوطن العربي

لقد جابه مشروع "بيت تراث العرب" منذ ولادته عام 1997 في كندا، معوقات لا تحصى خاصة أنها جاءت ممن يعتبروا في حكم الأصدقاء، ومن جهات عربية من المفروض أنها فعالة في النشاطات الثقافية، ومن البعض الذين يدعون أنهم الوحيدون الذين يمثلون الثقافة العربية في وطننا الثاني كندا.

إن الإرادة الصلبة والإيمان والتصميم على النجاح تخطت كل المعوقات السلبية، وتحقق النجاح بسبب إيماننا الراسخ بالمشروع، ولأننا وصلنا الى قلة مختارة لمؤسسات عربية مماثلة جاءت من بلادها لتقدم لنا مجموعاتها التراثية القيمة حيث آمنت بالفكرة وضرورة دعمها، ومن مجموعة من النساء العربيات، في مونتريال وأتاوا وتورونتو يملكن مجموعة من الأثواب التراثية، ومن المستشار السياحي المصري في مونتريال، وغيرهم من المهتمين الذين لبوا دعوتنا الحارة بأن تكون بلادهن ممثلة بالمهرجان.

إن الإعداد للمهرجان أخذني بالكامل لمدة خمسة أعوام متواصلة ثلاثة منها في سفر للبحث واقتناء الملابس التقليدية العربية، والكتب التراثية والفنية، والصناعات الشعبية، حيث استطعت شراء وجمع مقتنيات قيمة تضم تراث كل من فلسطين، الأردن، الخليج العربي، اليمن، وحديثا مصر. وعامين في عمل دؤوب للبحث عن النواقص من الأثواب لتسعة عشره وطنا عربيا، وإعداد برنامج العمل الذي استخدمنا فيه طرق الإدارة الحديثة Think Tank Room من الألف الى الياء. إن التفاف الناشئة العرب، وتعيين ذوي الإختصاص قادنا والحمدلله الى قمة النجاح، واستطعنا تجسيد تراث 19 وطنا عربيا بعضها جاء من مصادرها والبعض الآخر محليا.

ولأننا أردنا لمهرجاننا العربي التراثي الأول النجاح وفقنا الله في تقديم هذا التراث العربي بأزهى وأبهي صورة، وبعرض تراثي وفني أخاذ دون انتظار لمصلحة شخصية أو منفعة خاصة، استخدمنا فيه أحدث أساليب التكنلوجيا الحديثة واستعنا بمديرة فنية متخصصة في عروض الأزياء لتنظيم سير دخول وخروج بناتنا وشبابنا على المسرح، ومذيعتين متخصصتين للغتين العربية والفرنسية، وسيده متخصصة في العلاقات العامة. هذا وقد أجمعت بعض الرسائل وهي كثيرة وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية على أن هذا العمل قد دخل التاريخ في مجال العمل التراثي والثقافي والفني العربي في المهجر، وأنه كان عملا جبارا وعملاقا، تألقت ذكريات شهرزاد صاحبة ألف ليلة وليلة بحكاياتها الساحرة، على مسرح مجمع الفنون Place-Des-Arts، وجسدت لنا ليلة من أجمل ليالي ألف ليلة وليلة بطريقة فنيه ساحرة لم يتوقعها أحد، كما قالتها لي سفيرة مصر في أتاوا د. سلامه شاكر وسفير دولة الكويت الأستاذ فيصل المليفي، وقنصل مصر العام في مونتريال الأستاذ سعيد إمام، والمستشار الثقافي في السفارة الليبية الأستاذ عبد القادر الهويدي، وغيرهم وهم كثر لا مجال لذكرهم.
إن المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث العربي جسد عروض لأثواب تراثية نادرة، ورقصات ودبكات وأعراس عربية شعبية، وصناعات تقليدية ومطرزات بأشكالها المختلفة، وأكلات ومشروبات شعبية باردة وساخنة لتسعة عشر وطنا عربيا، في ليلة توحد فيها التراث العربي على مسرج مجمع الفنون في مونتريال، جاء في الوقت المناسب. ان هذا العمل الوحدوي الشامل لم يكن رسالة ثقافية وتراثية فقط بل كان رسالة إعلامية هامة ومميزة حيث ساهم فيه أكثر من 250 شاب وشابة من الناشئة العرب، في بوتقة الثقافة والتراث والفن العربي، وأثبتنا للمسؤولين الكنديين والكيبيكيين، وللثقافات المتعددة، ولأجيالنا العربية الناشة في المهجر بأننا شعب يمتلك حضارة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ.

أخوتي وأخواني.. اننا نتطلع جميعا بعد نجاح المهرجان والإيجابيات التي طرحت نفسها في نثبيت قواعد العمل العربي الوحدي خاصة بين الشبيبة العربية، نتطلع بأمل كبير الى إنشاء وبناء بيت عربي نجمع فيه تراثنا ليكون مركز اشعاع ثقافي وتراثي في شمال أمريكا اسوة بمعهد العالم العربي في فرنسا. لن تستطيع تحقيق ذلك دون دعم منكم، نحن نمد لكم ايادي بيضاء تعمل بصدق وإخلاص من أجل أهداف سامية ونبيلة، نحتاج الى معونتكم ومؤازرتكم. لقد توحد وتفان جميع من شارك في المهرجان العربي الأول من أجل تحيق هذا الهدف النبيل، وهذا ساهم بحق في تحقيق أحد أبرز أهداف بيت تراث العرب حماية الأجيال العربية الناشئة في كندا من الذوبان في مجتمعهم الجديد، والكل منا كان حريص على الحفاظ على هدف بيت تراث العرب الأساسي وهو الحفاظ على أعز وأغلى ثروة عربية قومية عزيزة علينا جميعا وهى الإنسان العربي في وطنه الثاني كندا.

أجل إن أجيالنا الناشئة في كندا كانوا المحور الأساسي لنجاح هذا المشروع الهام الذي دخل قلوبهم وعقولهم معا وأصبحوا يرددون بصوت عال، وبفخر واعتزاز "نحن من أصل عربي". نقولها بصدق بأننا استطعنا أن نحقق اللبنة الأولي لصرح عربي تراثي كبير وهو "بيت تراث العرب. ليجمع هذا النشئ العربي الذي ينهل العلوم والتكنلوجيا الحديثة في وطنه الثاني ونسعى أن يتمسك بنفس الوقت بتراثة وثقافتة العربية.

" بيت تراث العرب" جاء ليجسد الحماية من إنصهار أبنائنا في المجتمع الجديد وذلك من خلال تعريفهم بلغتهم الأم بطريقة علمية حديثة، ومن خلال اللقاء والتعارف الذي زاد من أواصر الترابط والتلاحم ببعضهم البعض بخاصة، ومع الوطن العربي الأم بعامة.

ان العمل الفني المشترك الذي شاهدنا نجاحه وتلاحمه في المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث الشعبي العربي الأول في مونتريال، أثبت عمليا بأن افضل طريقة لتعلم اللغات هو التوحد العربي على المسرح لتقديم عمل فني وثقافي وتراثي بالكلمة والصوت واللحن الأصيل، وهنا تحقق الهدف السامي الذي يسعى له "بيت تراث العرب" عندما أجاد الناشئة العرب تجسيد تراثهم الحضاري والإنساني الجميل على المسرح، وكلنا يعرف بأن من لا جذور له لا فروع له، ومن يجهل تراثه لا يهمه الإنتماء اليه أو الفخر به أو حتى الدفاع عنه وعن قضايا الوطن العربي الساخنة وفي مقدمتها قضية العرب الأولى فلسطين.

أن التعريف بتراثنا العربي الإنساني، وتسليط الضوء على جذور التراث العربي الممتد في أعماق التاريخ الإنساني والعالمي هو رسالة إعلامية هامة جدا نوجهها هنا للمسؤولين الكنديين بخاصة والثقافات المتعددة بعامة، وهو واجب كل مواطن كندي من أصل عربي، الذي أتوجه إليهم جميعا بجرارة من خلال كلمتي هذه أن يتوحدوا، ويمدوا لأبنائهم الناشئة العرب يد العون والمساعدة، ويساهموا في تأسيس بيتهم العربي الذي سيساهم بشكل فعال وعملي في توحيد أنفسنا ليصبح لنا موقعا ووضعا يؤخذ بعين الإعتبار من قبل المسؤولين خاصة وأن ثراء تراثنا العربي ساهم في إغناء التراث الكندي، خاصة وأن كندا تتميز عن غيرها من دول العالم باحترام وتقدير الثقافات المتعددة، التي كونت فيما بعد المجتمع الكندي الحديث وبعده الحضاري والإنساني والعالمي.

أيها الأخوة والأخوات الأفاضل "بيت تراث العرب" هو منبع وجودنا العربي على أرض كندا، هو منكم واليكم، إنه الوجه الحضاري للجاليات العربية في شمال أمريكا، والمعبر عن تاريخنا الإنساني العريق والجميل، إنه رسالة حب وسلام للعالم أجمع.

اسمحوا لي باسمكم جميعا أن نكرر الشكر ثانية وثالثة، لكل من ساهم في هذا العمل العربي الناجح، ونخص بالشكر الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الذي بموافقته على رعاية مهرجاننا وفر لنا سندا عظيما. كما نشكر السفراء العرب الذين حضروا بأنفسهم وساهمت أغلب السفارات العربية في المعرض العربي أثناء حفل الإفتتاح، ودعمت أركان بلادها برموز من الصناعات التقليدية الأخاذة.

وأخيرا نشكر أصحاب القلوب الدافئة الذين كتبوا لنا كلمات رائعة عن المهرجان، كما نشكر يشكل عام كل من مد لنا يد المحبة والود، وكل من ساهم بشتى أنواع الدعم ونحن على العهد باقون لنبني سويا ومعا يدا بيد "بيت تراث العرب" في كندا.

لمزيد من المعلومات ولكل من يرغب بالمساهمة في هذا المشروع العربي الحيوي والرائد، نرجو الإتصال على العنوان التالي، كما تستطيعوا زيارة موقنا الألكتروني المتواضعن وزشكرا لكل من قرأ كلماتي الدافئة والتي أتمنى أن تصل الى قلوبكم لأن ما يخرج من القلب يتسلل الى قلوب الآخرين بيسر وسلاسة وسلام من الله عليكم، الى أن نلتقي ثانية تقبلوا منا طيب المنى وعطر الهنا، وإن لله عبادا إذا أرادوا أراد،
نوال حلاوه
رئيسة بيت تراث العرب
--------------------
Nawal Halawa, President
Arab Cultural House
www.arabhouse.org
info@arabhouse.org

Comments: Post a Comment



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?