Saturday, July 21, 2007

 

مهرجان العالم العربي الثاني في مونتريال

مهرجان العالم العربي الثاني في مونتريال حاز على ضجة إعلامية كبيرة، حيث حضره رئيس حكومة كيبيك، ووزراء، وأعضاء برلمان، وممثلة الرئيس الكندي السيد كريتيان.

كلمات الإفتتاح كانت كثيرة نذكر منها كلمة رئيس حكومة كيبيك السيد برنارد لاندري Bernard Landry، وكلمة ممثلة رئيس الحكومة الكندية السيد جان كريتيان Jean Chretien والوزيرات والوزراء منهم وزيرة شؤون البلديات النشطة ذات الشعبية الواسعة السيدة لويز آريل Louise Harel، ورئيس الحزب الليبرالي في كيبيك جان شاريه، وعضوة البرلمان الكيبيكي عن الحزب اللبيرالي في كيبيك السيدة فاطمه هدى Fatima Houda-Pepin، ورئيس بلدية مونتريال السيد بيار بورك Pierre Bourque .

كانت الكلمات بما فيها كلمة عميد السلك الدبلوماسي العربي السيد عبد القادر لشهب، سفير المغرب في العاصمة أتاوا، بمثابة رسالة سياسية خاصة وداعمة للجاليات العربية المقيمة على أرض كيبيك. رسالة سياسية باسم الجاليات العربية موجهة الى شعوب العالم خاصة كندا وأمريكا التي أجمعت على أن أحداث 11 سبتمبر المؤلمة وما تلاها من ويلات الحرب الأفغانية، يحثنا أكثر على التمسك بالمبادئ والقيم العربية إسلامية أو مسيحية والتي أجمع الكل على أنها ذات طبيعة سمحة وتحث على سلوك درب المحبة والإخاء، والأمانة والصدق في التعامل وفي الألفاظ، " أحبوا لغيركم كما تحبوا لأنفسكم" أجل لقد حثتنا الأديان السماوية كلها على المحبة والسلام ونبذ العنف منذ الأزل.

هذه المباديء السمحة والصافية والتقاليد العربية الطيبة التي نشأنا عليها، يجب التمسك بها إذا أردنا أن نكون قوة هامة في المهجر الكندي بعامة، وكيبيك بخاصة، حيث يعيش فيها حوالي الربع مليون من الجاليات العربية والمسلمة، والتي أصبحت تهتم بالإنتخابات بعد أن نجح مستشار بورك للشؤون العربية، في جمع شملهم من أجل دعم حملة السيد بورك في الإنتخابات، والتي وللأسف الشديد لم ينجح فيها السيد بورك، ولكن الجاليات العربية والإسلامية نجحت في أن يصبح لها اسما بعد أن توحدت كلمتها لأول مرة. أما السيد بورك فنحن على قناعة تامة بأنه الأفضل، لأن مونتريال في قلبه، قدم لها عصارة روحه، خسر بورك وآلمتنا خسارته، ولكن رؤيته نجحت لتصبح جزيرة مونتريال مدينة واحدة. وكما عهدناه سيعود ثانية لترأس المعارضة، وهذا بالتالي سيقود الجميع بما فيهم الرئيس المنتخب ترمبلي وفريقه لبذل أقصى جهودهم وهذا كله سينصب لصالح سكان مدينة مونتريال الموحدة. نعود لافتتاح مهرجان العالم العربي الثاني، لقد كانت الكلمات التي ألقيت واعدة وواعية لمجرى الأحداث، وركزت على المبادئ العامة التي تفرض المساواة والعدل والحقوق المتساوية بين جميع سكان المهجر الكندي، بل أجمعت الكلمات على أن المساواة بين سكان كندا هي دستور أساسي للمحافظة على أمن وسلامة هذا البلد المتعدد الثقافات والذي ميز مقاطعة كيبيك بخاصة، وكندا بعامة، عن بقية سكان العالم بالغنى الثقافي والتواصل التراثي الذي أصبح جزء لا بتجزأ من تراث كندا. توحدت كلمات الإفتتاح حول العمل على صيانة الثقافات المتعددة وعلى رأسها الجاليات العربية دون النظر الى أصولهم الدينية أو العرقية، بل دعت الكلمات الى المساواة التامة بين جميع الثقافات، وأكدت على دعمها لها لأنها تغني الثقافة العامة بشكل كبير .

حفل الإفتتاح حظي بكلمات تستحق الإعجاب، لأنها كانت على مستوى الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها العالم برمتة خاصة الشعب الأفغاني الذي يعيش حربا شرسة منذ أكثر من شهر، هذه الحرب القاسية طالت الشعب الأفغاني برمته بحجة الوصول الى شخص واحد اعتبروه المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر المؤلمة في نيويورك، دون أن يتأكدوا هل هو حقا المتسبب لهذه المأساة؟ ودون أية تساؤل لماذا حصل هذا الأمر المفجع، ولأن أصابع الإتهام اتجهت فورا الى أسامه بن لادن، أثر ذلك بشكل سلبي على كل عربي يعيش في أمريكا الشمالية، نتج عنها أعمال فردية لكن المسؤولين ردعوا هذه الأعمال فور حدوثها.

أما السيدة فاطمة هدى، النائبة في الحكومة الكيبيكية عن الحزب الليبرالي، فقد كانت وردة الحفل ورئيسته الفخرية، ولقد أحسنت وأجادت عندما استخدمت اللغتين العربية والفرنسية، وكان لكلمتها طعم خاص ونكهة عربية أصيلة ممتزجة بلهجة وطننا الجديد مونتريال كيبيك، تكلمت بالفرنسية عن أصالتنا العربية وتسامح أدياننا الإسلامية والمسيحية، كانت كلمة هادفة وضعت نصب العين والقلب هذا الإحتفال الخاص في مكان يليق به، والتي عرفنا من خلالها بأننا نحتفل بمهرجانا عربيا خاصا.

أما الفنان العظيم مرسيل خليفه فقد كان طل علينا كضوء القمر وكان نجما بلا منازع، هذا الرجل الذي ساهم في تعريف الشعوب العربية بكلمات شعراء الأرض المحتلة منذ أواسط السبعينات عندما جسدها أغان وطنية شفافة وصادقة، وبقي مرسيل كبيرا وزاخرا بالتزامه الوطني وعطاءة الفني الذي انتشر في بقاع الأرض بفضل إخلاصه لمبادئه القومية والفنية، والتي تصاعد مستواها وتميز مع كل عمل فني جديد. لقد أتحفنا بأغنية "محمد" رمزا للشهيد الملاك "محمد الدرة" الذي استشهد وهو يحلم بالدراجة والمدرسه. أطل حزن عميق من عيون الفنان مرسيل وهو يغني للشهيد محمد رمز شهداء انتفاضة الأقصي التي دخلت عامها الثاني ولم تتخاذل، رغم شراسة العدو، هذا الحزن الذي طل من عيون مرسيل أعادني لسنوات طويلة مضت عندما قابلت هذا الفنان لأول مرة في مدينة بيروت الباسلة حيث كنت أشارك بإحدى المؤتمرات التي كانت تزخر بها بيروت التي كانت منبر الحرية والديمقراطية في العالم العربي. عرفني به شاعر وصديق، وضرب لي موعدا معه، كان ذلك عام 1981 . ذهبت الى منزله لعمل لقاء أو سبقا صحفيا معه، كانت فرقة الميادين معه يتدربون على عمل جديد، رغم ذلك اقتطع من وقته لحديث ينشر لأول مرة له في صحيفة كويتية. وبعد أن انتهى اللقاء الصحفي سالني: "هل أنت متأكدة بأنك ستنشرين هذا اللقاء في صحيفة كويتية" قلت له طبعا سأنشرة في صحيفة الوطن الكويتية، وهي صحيفة عروبية، تسائل مندهشا " كيف سيسمحوا لك بنشر لقاء معي وهم "أي الحكومات الخليجية" تمنعني من زيارة بلادها، ولا تسمح لإذاعة أغاني الوطنية في محطاتها الإذاعية" أجبته بأنه سيأتي اليوم الذي سوف يزور فيه الكويت. وقد جاء هذا اليوم فعلا بعد سبع سنوات من نشر اللقاء الصحفي الأول في صحيفة كويتية وخليجية، كان ذلك عندما اشتعلت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، عندها تداعت المرأة الفلسطينية والكويتية والعربية في الكويت لدعم هذه الإنتفاضة المباركة "انتفاضة أطفال الحجارة" وجمع التبرعات لها، وطلبنا الإذن باستضافة الفنان مرسيل خليفه الذي تبرع بريع الحفل للإنتفاضة، كان حفلا هائلا... أعادته الذاكرة إلى مخيلتي وهو يغني للشهيد محمد.

أذكر أنني دعيت لحفلته التي أقيمت في الكويت أصدقاء كنديين يعمل الزوج في الكويت، وكان لهم تعقيبا على أداء مرسيل رغم أنهم لم يفهموا كلمات الأغنية للشاعرعز الدين المناصرة الذي أنشد له شهيرته، " منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصعة زيتون وعلى كتفي نعشي، وأنا وأنا وأنا أمشي".

أتعرفون ماذا كان رأي أصدقائنا الكنديين، " لو بقى هذا الرجل ثلاثة أيام يغني في الكويت من المؤكد أنه سيشعل الروح الثورية في شعبها"

نعود ثانية لمهرجان العالم العربي الذي أحيا الحنين لذكريات حنونة وساخنة. بدأ العرض بفرقة جزائرية بقيادة الفنان عبد المجيد حيث قدم أغاني تراثية، ثم تلتها فرقة الأرز اللبنانية، ثم أغنية من فنانة كيبيكية، وعرضا تعبيريا جميلا لفنانتين تونسية وأخرى كيبيكية، وعزف خاص على البيانو لفنانة لبنانية من أصل أرمني، ثم رقصة شرقية لفنانة كيبيكية.

وبعد أن انتهى العرض الرسمي وغادر الضيوف والجمهور المسرح، امتلأ ثانية بجمهور كان ينتظر في الخارج وفي أروقة المسرح، وبدأت العروض الأخرى، منها العرس الفلسطيني التقليدي والذي تميز بالأهازيج والزغاريد الشعبية وجسدت الدبكة الفلسطينية تراث هذا الشعب الباسل والمناضل، تلاه العرس اللبناني الذي تميز بالبهجة والفرح، ثم لوحة تعبيرية فنية جميلة لمدام عزيزة مديرة ومؤسسة أول ستوديو لتعليم الرقص الشعبي التونسي، وللحق أقول أن العرض التونسي تميز بالتراث الأندلسي العريق الذي ورثت بلاد المغرب العربي ومنها تونس، ثقافته العريقة الممتدة إلى عبق التاريخ الخالد.

هذا وعلى الرغم من بعض السلبيات الصغيرة التي سببت تنغيصا لبعض المشاركين، إلا أن المهرجان استطاع أن يثبت بأننا قوة عربية لا يستهان بها، وأن لنا ثقافة متميزة، وتراثا عربيا عريقا يناهض الثقافات الأخرى، بل يتفوق عليها لأنه نابع من حضارات ضاربة في عمق التاريخ العربي والإسلامي.

أهنيء القائمون على مهرجان العالم العربي، وأهنيء أيضا الأشخاص والمؤسسات الذين قدموا لوحات تراثية وفنية جميلة لبلادهم، وأخص بالذكر اللوحات العربية من فلسطين وتونس ولبنان، لقد بذلوا جهدا كبيرا وقدموا لنا عملا نفخر به. كان من المنصف لو أتيحت لهم الفرصة أن يشاهد عروضهم هذه المسؤولين وكبار المدعووين، صحيح أن كلمات المسؤولين أخذت وقتا ولا أعتقد بأن زيادة عشر دقائق أو أكثر ستقلل من مجرى هذا الحدث العظيم، بل كانت ستغني هذا العمل التراثي والثقافي العربي الهام.

لقد كانت الدعوة للإفتتاح الرسمي عامة وهذا شيء جميل، إلا أنه ترك الناس الذين زاد عددهم على سعة القاعة ينتظرون خارج المسرح لفترة قاربت الساعتين وهذا في الحقيقة يسيء للعمل برمته، وأعتقد أنه من المطلوب مستقبلا إيجاد مكان أوسع وأرحب للإحتفال القادم، حتى يتمكن أكبر عدد من أفراد الجاليات العربية من التواجد، كما يجب العمل على زيادة دعم قدرة المشاركين في هذا المهرجان والمهتمين بابراز تراث بلادهم، وذلك من خلال تصعيد مقدرتهم الفنية، وابراز ثقافتهم وتعريفها للمسؤولين والشعب الكيبيكي بخاصة، والثقافات المتعددة في كيبيك بعامة. أو توجه دعوات خاصة لحفل الإفتتاح تناسب حجم تناسب إمكانيات المسرح المتوفر، على أن يكون حفل الإفتتاح شاملا لكل المشاركين لتعم الفائدة، وحتى لا يغيب جهدهم عن أنظار المسؤولين، وكبار المدعووين.

لقد أصبح لزاما علينا كعرب نعيش في مونتريال خلق كيانات ثقافية وتراثية عربية محلية خاصة من أجيالنا الناشئة، لإنهم ثروتنا الثقافية، وأملنا في امتداد هذه الثقافة لكل الأجيال القادمة، وذلك من خلال النشاطات الثقافية والتراثية، والتمسك بثقافتنا العربية وتراثنا الأصيل، ومشاركة هذه الفئة العربية النيرة من الناشئة في كل حدث ثقافي، وتعويدهم على تحمل مسؤولية تراث بلادهم، وإنصافهم من خلال تسليط الضوء على هذه الإنجازات الرائعة. كل هذا سيساهم في خلق جالية ثقافية عربية متميزة وقادرة على التفوق والإبداع، لأن الشبيبة هم البوتقة التي تصهر نفسها وتتوهج من أجل أن يتوهج الوطن العربي في المهجر ضمن النشاطات الثقافية،في وطن الثقافات المتعددة.

وفي الختام أتقدم بالشكر للسيد جوزيف نخله رئيس المهرجان، ولكل أعضاء لجنة مهرجان العالم العربي، ولكل جالية عربية وغير عربية ساهمت في إغناء هذا البرنامج الثقافي الحافل، داعية للجميع بالتوفيق والسؤدد في نشر الثقافة العربية بالطريقة التي تليق بهذا التراث العربي الأصيل والعظيم.

مونتريال،
نوفمبر 2001

-----------------------------------------------------

ملاحظة: الرجاء من القائمين على صحيفة المستقبل إذا ارتأوا نشر هذا المقال أن لا يشطبوا صفتي الإعتبارية ككاتبة وصحفية ورئيسة بيت تراث العرب في كندا، كما حصل في المقال الذي نشر بصحيفتكم الغراء بتاريخ 13/10/2001، والمتعلق بانتخابات بلدية مونتريال مع الشكر.

 

ماذا تم عمله من أجل تغيير هذا التصنيف المحزن والأليم... متى تجند الثروات العربية الهائلة لخدمة شعوبها ورفع عار الفقر والجهل عنهم...


عودنا الزميل محمد نبيل أن يدخل في صلب مواضيع ملحة، ومثيرة للاهتمام. خاصة ما تناوله اليوم من وضع العرب والمسلمين وفارضو الرأي الأحادي الجانب من بناة الجهل والتقهقر في مجتمعاتنا العربي.
كان تصنيف العالم العربي، حسب تقديرات الأمم المتحدة، في العام الماضي، بأنه يقع في الدرجة الدنيا من التخلف والجهل والفقر.
ماذا تم عمله من أجل تغيير هذا التصنيف المحزن والأليم... متى تجند الثروات العربية الهائلة لخدمة شعوبها ورفع عار الفقر والجهل عنهم...

هل هذا التصنيف يقبله عقلا حرا... ؟
ألا يعلم حكامنا بواقع بلادهم... ؟
إلى متى اللامبالاة بحقوق الإنسان العربي من قبل حكامه...؟
إلى متى يبقى طريق الحرية مسدودة أمام الشعوب العربية... ؟
الى متى تعاني القرى النائية في العالم العربي، التي لا تعرف التلفون ولا الكهرباء، ولا الرعاية الصحية... الخ... ؟
وإلى متى تستفحل فيهم الأمية والجهل... ؟
والى متى.......والى متى........ الخ... ؟

إن أحد أهم أسباب التخلف والجهل والفقر، هم السياسيون وممثلو الشعب، ومن دار في فلكهم، الكل يجتهد بشكل عام لمزيد من المصالح الشخصية والقبلية، ناسيين أنهم جاءا لخدمة مواطنيهم وبلدانهم، لهذا يستشرسون بالحفاظ على هذا التميز، بسبب جهلهم أو تجاهلهم بالقيم الإنسانية التي حث عليها ديننا الحنيف، واحترام الذات في العمل العام.

انعدام الديمقراطية، وحجر حرية الناس، أدى إلى الخوف من كل شي... الخوف من التفكير، الخوف من التعبير... الخ، وهذا بالتالي ساهم في تبلد أفكارهم، خوفا من العذاب الذي ينتظرهم، إذا سمحوا لأنفسهم أن يعوا ما حولهم، ويفكروا به في عمق، وأن يبدوا رأيا مطالبا بحرية التفكير الذي هو حق وهبنا الله إياه يوم خلقنا.

موضوع الحريات والديمقراطية في الوطن العربي موضوع هام وحساس وحافل ومؤلم وحزين... !!

هل يباح للديمقراطية في البلاد العربية أن تولد وتنمو وتكبر... ؟

متى يا ترى...

أتمنى بعد أن مارسنا في المهجر حرية الفكر والتفكير، أن تفتح الأبواب على مصراعيها عل وعسى أن نبدأ في ممارسة الحوار الفكري بشكل حر ومنطلق... دون رقيب ولا حسيب.. الديمقراطية الحقة هي الديمقراطية السمحة الواعية... التي نوفر الحقيقة والمعلومة الأمينة لأجيالنا العربية الناشئة... حتى التمييز بين الحق والباطل، ويعوا ويبتعدوا عن الانخراط في أعمال عنفوية مدمرة، كيف يمكن أن يعوا أن قتل النفس محرمة في ديننا الإسلامي الحنيف، إلا دفاعا عن النفس

الحوار والتبادل الثقافي والانفتاح على هذا العالم الذي أصبح في متناول اليد بحكم التطور التكنولوجي الهائل أصبح ملحا. كيف يمكن للذات العربية أن تبنى إذا هي غيبت واغتصبت حقوقها نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا
الغرب يصدر لنا كل شيء... ليس فقط التكنولوجيات الحديثة والعلم بل أيضا الخبز والطعام بمختلف أنواعه المعلب والمكيس والمكرتن. وماذا صدرنا لهم بالمقابل....؟ الإجابة مستفزة... لعل وعسى أن تلقي بعض النور ويصبح التحدي العظيم من أجل الوعي والنهوض، الذي نريد له الخروج من عنق الزجاجة إلى نور السماوات والأرض.. إلى الهواء المعطر بالحرية الشاملة والديمقراطية الحقة... إلى استبدال الخوف بالجرأة والعمل... والعنف والتطرف والرأي الأحادي الواحد بالانفتاح والوعي والعمل الجاد من أجل مستقبل بناء وواعد... من أجل أجيال تتطلع الى مستقبل أفضل ووعي أكبر.

 
" قمة النجاح أن نخترق جدار الصمت ونحول السلبيات الى عمل ايجابي رائع "
رسالة دافئة بنبض القلب الى الجاليات العربية في كندا والوطن العربي

لقد جابه مشروع "بيت تراث العرب" منذ ولادته عام 1997 في كندا، معوقات لا تحصى خاصة أنها جاءت ممن يعتبروا في حكم الأصدقاء، ومن جهات عربية من المفروض أنها فعالة في النشاطات الثقافية، ومن البعض الذين يدعون أنهم الوحيدون الذين يمثلون الثقافة العربية في وطننا الثاني كندا.

إن الإرادة الصلبة والإيمان والتصميم على النجاح تخطت كل المعوقات السلبية، وتحقق النجاح بسبب إيماننا الراسخ بالمشروع، ولأننا وصلنا الى قلة مختارة لمؤسسات عربية مماثلة جاءت من بلادها لتقدم لنا مجموعاتها التراثية القيمة حيث آمنت بالفكرة وضرورة دعمها، ومن مجموعة من النساء العربيات، في مونتريال وأتاوا وتورونتو يملكن مجموعة من الأثواب التراثية، ومن المستشار السياحي المصري في مونتريال، وغيرهم من المهتمين الذين لبوا دعوتنا الحارة بأن تكون بلادهن ممثلة بالمهرجان.

إن الإعداد للمهرجان أخذني بالكامل لمدة خمسة أعوام متواصلة ثلاثة منها في سفر للبحث واقتناء الملابس التقليدية العربية، والكتب التراثية والفنية، والصناعات الشعبية، حيث استطعت شراء وجمع مقتنيات قيمة تضم تراث كل من فلسطين، الأردن، الخليج العربي، اليمن، وحديثا مصر. وعامين في عمل دؤوب للبحث عن النواقص من الأثواب لتسعة عشره وطنا عربيا، وإعداد برنامج العمل الذي استخدمنا فيه طرق الإدارة الحديثة Think Tank Room من الألف الى الياء. إن التفاف الناشئة العرب، وتعيين ذوي الإختصاص قادنا والحمدلله الى قمة النجاح، واستطعنا تجسيد تراث 19 وطنا عربيا بعضها جاء من مصادرها والبعض الآخر محليا.

ولأننا أردنا لمهرجاننا العربي التراثي الأول النجاح وفقنا الله في تقديم هذا التراث العربي بأزهى وأبهي صورة، وبعرض تراثي وفني أخاذ دون انتظار لمصلحة شخصية أو منفعة خاصة، استخدمنا فيه أحدث أساليب التكنلوجيا الحديثة واستعنا بمديرة فنية متخصصة في عروض الأزياء لتنظيم سير دخول وخروج بناتنا وشبابنا على المسرح، ومذيعتين متخصصتين للغتين العربية والفرنسية، وسيده متخصصة في العلاقات العامة. هذا وقد أجمعت بعض الرسائل وهي كثيرة وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية على أن هذا العمل قد دخل التاريخ في مجال العمل التراثي والثقافي والفني العربي في المهجر، وأنه كان عملا جبارا وعملاقا، تألقت ذكريات شهرزاد صاحبة ألف ليلة وليلة بحكاياتها الساحرة، على مسرح مجمع الفنون Place-Des-Arts، وجسدت لنا ليلة من أجمل ليالي ألف ليلة وليلة بطريقة فنيه ساحرة لم يتوقعها أحد، كما قالتها لي سفيرة مصر في أتاوا د. سلامه شاكر وسفير دولة الكويت الأستاذ فيصل المليفي، وقنصل مصر العام في مونتريال الأستاذ سعيد إمام، والمستشار الثقافي في السفارة الليبية الأستاذ عبد القادر الهويدي، وغيرهم وهم كثر لا مجال لذكرهم.
إن المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث العربي جسد عروض لأثواب تراثية نادرة، ورقصات ودبكات وأعراس عربية شعبية، وصناعات تقليدية ومطرزات بأشكالها المختلفة، وأكلات ومشروبات شعبية باردة وساخنة لتسعة عشر وطنا عربيا، في ليلة توحد فيها التراث العربي على مسرج مجمع الفنون في مونتريال، جاء في الوقت المناسب. ان هذا العمل الوحدوي الشامل لم يكن رسالة ثقافية وتراثية فقط بل كان رسالة إعلامية هامة ومميزة حيث ساهم فيه أكثر من 250 شاب وشابة من الناشئة العرب، في بوتقة الثقافة والتراث والفن العربي، وأثبتنا للمسؤولين الكنديين والكيبيكيين، وللثقافات المتعددة، ولأجيالنا العربية الناشة في المهجر بأننا شعب يمتلك حضارة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ.

أخوتي وأخواني.. اننا نتطلع جميعا بعد نجاح المهرجان والإيجابيات التي طرحت نفسها في نثبيت قواعد العمل العربي الوحدي خاصة بين الشبيبة العربية، نتطلع بأمل كبير الى إنشاء وبناء بيت عربي نجمع فيه تراثنا ليكون مركز اشعاع ثقافي وتراثي في شمال أمريكا اسوة بمعهد العالم العربي في فرنسا. لن تستطيع تحقيق ذلك دون دعم منكم، نحن نمد لكم ايادي بيضاء تعمل بصدق وإخلاص من أجل أهداف سامية ونبيلة، نحتاج الى معونتكم ومؤازرتكم. لقد توحد وتفان جميع من شارك في المهرجان العربي الأول من أجل تحيق هذا الهدف النبيل، وهذا ساهم بحق في تحقيق أحد أبرز أهداف بيت تراث العرب حماية الأجيال العربية الناشئة في كندا من الذوبان في مجتمعهم الجديد، والكل منا كان حريص على الحفاظ على هدف بيت تراث العرب الأساسي وهو الحفاظ على أعز وأغلى ثروة عربية قومية عزيزة علينا جميعا وهى الإنسان العربي في وطنه الثاني كندا.

أجل إن أجيالنا الناشئة في كندا كانوا المحور الأساسي لنجاح هذا المشروع الهام الذي دخل قلوبهم وعقولهم معا وأصبحوا يرددون بصوت عال، وبفخر واعتزاز "نحن من أصل عربي". نقولها بصدق بأننا استطعنا أن نحقق اللبنة الأولي لصرح عربي تراثي كبير وهو "بيت تراث العرب. ليجمع هذا النشئ العربي الذي ينهل العلوم والتكنلوجيا الحديثة في وطنه الثاني ونسعى أن يتمسك بنفس الوقت بتراثة وثقافتة العربية.

" بيت تراث العرب" جاء ليجسد الحماية من إنصهار أبنائنا في المجتمع الجديد وذلك من خلال تعريفهم بلغتهم الأم بطريقة علمية حديثة، ومن خلال اللقاء والتعارف الذي زاد من أواصر الترابط والتلاحم ببعضهم البعض بخاصة، ومع الوطن العربي الأم بعامة.

ان العمل الفني المشترك الذي شاهدنا نجاحه وتلاحمه في المهرجان الأول لعرض الأثواب والتراث الشعبي العربي الأول في مونتريال، أثبت عمليا بأن افضل طريقة لتعلم اللغات هو التوحد العربي على المسرح لتقديم عمل فني وثقافي وتراثي بالكلمة والصوت واللحن الأصيل، وهنا تحقق الهدف السامي الذي يسعى له "بيت تراث العرب" عندما أجاد الناشئة العرب تجسيد تراثهم الحضاري والإنساني الجميل على المسرح، وكلنا يعرف بأن من لا جذور له لا فروع له، ومن يجهل تراثه لا يهمه الإنتماء اليه أو الفخر به أو حتى الدفاع عنه وعن قضايا الوطن العربي الساخنة وفي مقدمتها قضية العرب الأولى فلسطين.

أن التعريف بتراثنا العربي الإنساني، وتسليط الضوء على جذور التراث العربي الممتد في أعماق التاريخ الإنساني والعالمي هو رسالة إعلامية هامة جدا نوجهها هنا للمسؤولين الكنديين بخاصة والثقافات المتعددة بعامة، وهو واجب كل مواطن كندي من أصل عربي، الذي أتوجه إليهم جميعا بجرارة من خلال كلمتي هذه أن يتوحدوا، ويمدوا لأبنائهم الناشئة العرب يد العون والمساعدة، ويساهموا في تأسيس بيتهم العربي الذي سيساهم بشكل فعال وعملي في توحيد أنفسنا ليصبح لنا موقعا ووضعا يؤخذ بعين الإعتبار من قبل المسؤولين خاصة وأن ثراء تراثنا العربي ساهم في إغناء التراث الكندي، خاصة وأن كندا تتميز عن غيرها من دول العالم باحترام وتقدير الثقافات المتعددة، التي كونت فيما بعد المجتمع الكندي الحديث وبعده الحضاري والإنساني والعالمي.

أيها الأخوة والأخوات الأفاضل "بيت تراث العرب" هو منبع وجودنا العربي على أرض كندا، هو منكم واليكم، إنه الوجه الحضاري للجاليات العربية في شمال أمريكا، والمعبر عن تاريخنا الإنساني العريق والجميل، إنه رسالة حب وسلام للعالم أجمع.

اسمحوا لي باسمكم جميعا أن نكرر الشكر ثانية وثالثة، لكل من ساهم في هذا العمل العربي الناجح، ونخص بالشكر الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الذي بموافقته على رعاية مهرجاننا وفر لنا سندا عظيما. كما نشكر السفراء العرب الذين حضروا بأنفسهم وساهمت أغلب السفارات العربية في المعرض العربي أثناء حفل الإفتتاح، ودعمت أركان بلادها برموز من الصناعات التقليدية الأخاذة.

وأخيرا نشكر أصحاب القلوب الدافئة الذين كتبوا لنا كلمات رائعة عن المهرجان، كما نشكر يشكل عام كل من مد لنا يد المحبة والود، وكل من ساهم بشتى أنواع الدعم ونحن على العهد باقون لنبني سويا ومعا يدا بيد "بيت تراث العرب" في كندا.

لمزيد من المعلومات ولكل من يرغب بالمساهمة في هذا المشروع العربي الحيوي والرائد، نرجو الإتصال على العنوان التالي، كما تستطيعوا زيارة موقنا الألكتروني المتواضعن وزشكرا لكل من قرأ كلماتي الدافئة والتي أتمنى أن تصل الى قلوبكم لأن ما يخرج من القلب يتسلل الى قلوب الآخرين بيسر وسلاسة وسلام من الله عليكم، الى أن نلتقي ثانية تقبلوا منا طيب المنى وعطر الهنا، وإن لله عبادا إذا أرادوا أراد،
نوال حلاوه
رئيسة بيت تراث العرب
--------------------
Nawal Halawa, President
Arab Cultural House
www.arabhouse.org
info@arabhouse.org

 

حفل استقبال و عشاء مع السفراء العرب وبعض البرلمانيين في الحكومة الفيدرالية، وأعضاء من الجالية الفلسطينية والعربية


السفير الفلسطيني الجديد في أتاوا، السيد أمين أبو حصيره يزرع جذور التواصل مع الحكومة
الكندية ممثلة بوزارة الخارجية، ومع الجالية الفلسطينية العربية في كندا... إنها مهمة صعبة تنتظر السفير الجديد، خاصة بعد تراكم عجاف من الجمود الدبلوماسي المتمكن مع الحكومة الكندية بخاصة، ومع الجالية الفلسطينية بعامة.
تعرفت على السفير أبو حصيرة قبل يومين في حفل عشاء أقامته له الجمعية الفلسطينية بالتعاون مع جمعيات عربية نشطة على الساحة الكندية خاصة على الصعيد السياسي، حضر هذا الحفل نخبة من أعضاء البرلمان في الحكومة الفيدرالية الذين يدعمون حق الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم النائب المخضرم السيد برودوم.

كما حضر الحفل عددا من السفراء العرب، أفرحني التعرف على السفيرة الدكتورة فايزه حسن طه أول سفيره سودانية في كندا، كما تعرفت على سفير الأردن الجديد السيد نبيل بارتو.

مقدمة الحفل السيدة سماح السبعاوي، أجادت في التعريف السريع بالمتحدثين، أولهم رئيس الجمعية الفلسطينية السيد جمال نصر الذي رحب بالضيوف وبضيف الشرف السفير أبو حصيره، وشكر المؤسسات العربية الأخرى على تعاونهم.

ألقى السيد بعقليني عميد السلك الدبلوماسي العربي في أتاوا، كلمة مؤازرة للشعب الفلسطيني، وهنأه بنجاحة في تجسيد الديمقراطية، وواصل قائلا علينا بذل الجهود للحصول على دعم سياسي للقضية الفلسطينية خاصة بحصارها الاقتصادي المجحف بحق الشعب الذي كان من المفروض أن نحترم خياره الديمقراطي، ونمده بكل وسائل الدعم، وأضاف من قال بأن الحصول على الدعم أمر صعب، العمل الجاد والإرادة والتواصل مع كل الفئات لشرح القضايا العربية سيقودنا حتما إلى نتائج طيبة، أما عن الوضع في لبنان فأشار بأنه غير مريح حاليا.
وأكد ممثل المجلس الوطني للعلاقات العربية الكندية في كلمته بأن أمامنا الكثير وعلينا أن لا نتهيب أو نتوجس من مساعدة السفراء العرب والقضايا العربية، نحن كنديون ولنا الحق في قول كلمتنا ورفض ما هو ضار لمصالحنا... بل رفضه بقوة قانون حرية الرأي والتفكير، يجب أن نتعاون جميعا في العمل العربي الوحدوي، وذلك عندما ننجح في توصيل كلمتنا للمسئولين الكنديين
ونستفيد كما استفاد غيرنا كقوة لا يستهان بها في الانتخابات الفيدرالية والمحلية.

كما ألقى السياسي المخضرم السيد بر ودوم كلمة أثنى فيها على دور كندا الذي دعم القضية الفلسطينية أكثر من الدول العربية المجاورة، والتي تشاهد تجويع الشعب الفلسطيني وهو صامته، ثم وجه كلامه للسيد أبو حصيره قائلا: ينتظركم الكثير من بذل الجهود ومد الجسور مع المؤسسات السياسية وعلى رأسها وزارة الخارجية الكندية، ومدها بالمعلومات الدقيقة والحقائق الشفافة حتى تستطيعوا كسب المزيد من الدعم من أعضاء البرلمان بخاصة والحكومة الكندية بعامة... وأضاف برودوم الثائر، والذي سمعته قبل حوالي العشرون عاما يقول أنا كندي ودمي فلسطيني، ينتظركم يا سيد أبو حصيره عمل مكثف، نحن ندعم الحق الفلسطيني ولا زلنا، ولكن الجانب الآخر أقوى بحكم تكاتفه وصلابته وقدرته على تحويل سلبياته إلى إيجابيات، نحن هما نتمسك بالقانون الكندي ونحاول تطبيقية بالتساوي مع الجميع خاصة بين فلسطين وإسرائيل... نحن نعي السياسة الإسرائيلية المنحازة والتي لا تعطي الفرصة للبرلمانيين الكنديين أن يتعرفوا على مشاكل الجانب الفلسطيني بل تعبئه بالمعلومات المخلوطة عن الشعب الفلسطيني وقيادته بشكل خاص، لهذا كنت حريصا قبل سفر مجموعة من البرلمانيين الكنديين لزيارة إسرائيل وفلسطين أن أمدهم بملفات عن الجانب الفلسطيني لأنني واثق بأن الحكومة الإسرائيلية لن توفر لهم فرصة زيارة الفلسطينيون.

بعد تناول العشاء رحب السفير الفلسطيني المخضرم، والرئيس الحالي للمجموعة الأفريقية الناطقة بالفرنسية، بالضيوف وشكر الجميع على حضورهم وجهود منظمي الحفل، وألقى كلمته باللغتين الفرنسية والعربية... ركز فيها على حدث هام وفاصل في تاريخ الشعب الفلسطيني، ذكرى النكبة الممزوجة بآلام قلع الشعب الفلسطيني من أرضة ووطنه لأكثر من ثمانية وخمسون عاما... وتمسكهم بحق العودة وتقرير المصير.. كما تحدث عن الخيار الفلسطيني وسعادتهم بتجسيد الديمقراطية واختيار حماس لحكومتهم الجديدة، وقال بأنه يجب أن نعطي الفرصة للحكومة الجديدة بممارسة مهماتها وتنفيذ عنوان حملتها الإنتخابية "من أجل التغيير والإصلاح"... وشكر الدعم المادي للحكومة الكندية، ولكنه أضاف بأنها تستطيع عمل أكثر من ذلك خاصة وأنا تتبوأ مراكز متميزة في العالم على الصعيد الإنساني والمساهمة الفعالة والمشاركة في قوات حفظ السلام في العالم..

أمسية تراثية مع جمعية التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني
جمعية التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني في جامعة كونكورديا هي جمعية طلابية لها فروع في الجامعات الكندية... نشطة في إقامة حفل تراثي سنوي... تميز حفل هذا العام باستنباط التراث الشعبي الفلسطيني لظريف الطول الشهيرة، بما خلفت ورائها من موروث شعبي جميل... هز القاعة بتصفيق حار وساخن على مدى الساعات الثلاث... جمع الحفل عددا كبيرا من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية طلبة الجامعات والكليات وأهاليهم المقيمون في مدينة مونتريال، مسئولة تنظيم الحفل وهي شابة رقيقة ودمثة، استطاعت رغم عمرها الربيعي أن تؤدي عملا ناجحا ومنظما ساعدها نخبة من الشباب العربي المتطوع... وفرقة الدبكة الفلسطينية تل الزعتر جميع أفرادها متطوعون من طلبة الجامعات...

أقبم هذا الحفل بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسون لنكبة فلسطين وقلعه من جذوره وتكالب العالم الغربي وخداع الحكومات العربية الفاسدة وإيهامه بتحرير فلسطين بعد قرار التقسيم الذي رفضه العرب بالإجماع وعاهدوا على دحره... فاندحروا هم وساهموا بتوسع الدولة الصهيونية على أرض فلسطين... كل فلسطين... وأراضي شاسعة من البلاد العربية المجاورة...

كان يوم 18/5/2006، يوما مشهودا... توج التراث الفلسطيني بأغانيه العذبة و المشبعة بالحنين والطرب الشعبي الأصيل... والداعية لفداء الوطن والذود عنه بالروح والدم... أغاني ظريف الطول التي جسدتها فرقة الرياحيين وأبدعت بمشاركة صوت طفلين صغيرين ضمن الفرقة الجديدة... تراثنا الشعبي الأصيل أجج جمهور القاعة المتوهج حماسا وحيوية ... وهذا دليل ساطع واخاذ على أن الجمهور العربي والفلسطيني المهاجر وأجياله الناشئة في المهجر لم تنسى وطنها فلسطين بل حملته معها وأهدته لأولادها وأحفادها بالمهجر شعلة متقدة من العطاء والمحبة والوفاء... عندما اسأل طفلة فلسطينية لا تتجاوز الخامسة من عمرها من أين أنت؟ تجيب بأنها من فلسطين وتذكر اسم مدينتها أو قريتها التي محيت من الوجود... وهذا أيضا ينطبق على فلسطينيي الداخل حاملي الجوازات الإسرائيلية، الذي يعيشون جنبا الى جنب مع الجاليات العربية والذين فروا طالبن النجاة من عنصرية الدولة الصهيونية التي كانت تعاملهم كفئة لا تستحق الوجود. لأنهم فلسطينيون... ولم تنجح محاولات تهويدهم وقلعهم من جذورهم وتراثهم....

كان بجانبي السفير الفلسطيني الجديد في أتاوا، السيد أمين أبو حصيره الذي لبى دعوة شباب التضامن.. وسعد بهذا الحفل الذي حول ذكريات النكبة إلى فرح جماهيري عارم بالعودة أرض الوطن التي نقل الأحفاد عن الآباء والأجداد حبهم العارم لها ودعمهم المستمر وتعاطفهم الدائم مع شعبهم الذي يعاني من ظلم الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته في اقتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والاستيلاء على المزيد منها وقطع أوصالها من خلال بناء السور العنصري...

بعد استراحة قصيرة دعي السفير أبو حصيره لإلقاء كلمته في هذا التجمع الطلابي والجماهيري الرائع ... بدأها بمشاعر السعادة التي فاضت به وهو يشاهد هذا الحشد الفلسطيني الشبابي... الذي أنجب عملا رائعا ومبهجا عمل الجميع من طلبة الجامعات وقال على إنجاحه... مما أدى إلى تماس حقيقي مع الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والتصفير تعبيرا عن نشوتهم رغم عمق آلام ذكرى النكبة التي حولوها إلى وقود نصر حاتم، وعرفان بالشعب المناضل تحت الاحتلال لأكثر من نصف قرن... ارتجل السفير أبو حصيرة جملة مؤثرة، بعد أن شكر القائمين على الحفل على دعوتهم له، قال فيها بان أمل الصهيونية كان أن فلسطين كلها لهم، وأضاف كانوا يتوقعون بأن الكبار يموتوا والصغار ينسوا، ولكن لقد أثبتم الليلة لهم بأن الصغار لم ينسوا ولن ينسوا، رغم بعد المسافات ورغم الوطن الجديد والبيئة الجديدة... أثبتم للعالم بأنكم لن تنسوا...

بعد ذلك ألقى كلمة باللغة الفرنسية توجه بها لضيوف الحفل الذين لا يعرفون اللغة العربية... يها الجيل الثالث لن تنسوا.... لثم تبعها بكلمة باللغة العربية فيما يلي نصها:

"فلسطين أرض الصلاة والسلام والأديان السماوية، حيث ترك الأنبياء، جميع الأنبياء بصمات
رسالاتهم المختلفة، بل رسالتهم الواحدة، رسالة التوحيد والمحبة والتعايش.

هذه الأرض تأن الآن تحت وطأة الاحتلال، ممزقة، منتهكة، مستنجدة لها ولأهلها، تعاني من الاستيطان والتهويد، تعاني من طمس معالمها وتقطيع أوصالها، تعاني في ذاتها من مخلفات هذا الاحتلال: غياب الاقتصاد، صعوبة التواصل بين أجزاء الوطن الواحد، ضعف المؤسسات الوطنية التي حوربت بمنهجية متكاملة.

نحو هذه الأرض، أرض فلسطين التاريخية، تتجه أعين اللاجئين الفلسطينيين في هذه الأيام، في ذكرى النكبة، ذكرى اقتلاعهم من أرضهم عام 1948، يطالبون الاعتراف بحقهم في العودة لها وفقاً للقرارات والقوانين الدولية، ويطالبون أيضاً، كبقية الشعب الفلسطيني، بحقهم في العيش بحرية وكرامة في دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، أرض فلسطين السياسية.

تعلمون جميعاً الظروف القاسية التي يعانيها أهلنا في فلسطين الآن، أولاً جراء سياسة قمع الشعب واستيطان الأرض وإلغاء السلطة التي مارستها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وثانياً جراء المقاطعة المفروضة علينا حالياً من بعض الدول النافذة في المنطقة والتي ترفض التعامل مع بعض ممثلي الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة الذين تم انتخابهم مؤخرا بصورة ديمقراطية وشفافة شهد لها العالم أجمع.

الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، الذي أصر أن تجري الانتخابات في موعدها رغم احتمال خسارة فتح لها، وما قد يترتب على تلك الخسارة من نتائج، أكد خيار الناخب الفلسطيني وكلف حركة حماس بتشكيل الحكومة الجديدة.
ولكن طلب منها صياغة برنامج لهذه الحكومة آخذة بعين الاعتبار التزامات الحكومة السابقة وما يجب عمله لتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية عبر المفاوضات.

تعرفون أن الحكومة الجديدة لم تلتزم بهذا المطلب لكن الشعب الفلسطيني الذي لا يتبنى بالضرورة جميع الخيارات السياسية والاجتماعية لهذه الحكومة يرفض الضغط الخارجي عليها لانتزاع مواقف سياسية تتماشى مع ما تريده الدول المانحة.

وبدلا من أن يطلب من حكومته تغيير مسارها وخياراتها السياسية، يتساءل اليوم عن مصداقية مباديء الحوار والديمقراطية التي تنادي بها تلك الدول باستمرار. ولا أعتقد أن التشكيك في تلك المصداقية هو النتيجة المرجوة من هذه المقاطعة.

من جهة أخرى وبالرغم من كل مظاهر التوتر على الساحة الفلسطينية التي نراها اليوم، إلا أن تحولا عميقاً، ولكن بطيئاً باتجاه الواقع الدولي يتفاعل الآن داخل أطر حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتولد قناعان لديهم أن الناخب الفلسطيني أوصلهم إلى السلطة أساساً لتطبيق الشعار الرسمي لحملتهم الانتخابية، وهو التغيير والإصلاح. والسلطة ومؤسساتها محتاجون لذلك.

يجب ترك الوقت الكافي لحماس لإجراء هذا التحول وممارسة حقها في الحكم، ولكن لا يجب خلال هذا الوقت تجويع الشعب الفلسطيني وحرمانه من مقومات الحياة الكريمة.

مفاوضات السلام مع إسرائيل هي من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس، الذي وعد بإجراء استفتاء شعبي، لمن يستطيع من الفلسطينيين الإدلاء بصوته، على أي اتفاق نهائي يمكن التوصل إليه مع إسرائيل. ووافقت حماس على ذلك بالتالي فهناك شريك فلسطيني مخول بالدخول في مفاوضات الوضع النهائي.

آمل أن تصل هذه الصورة إلى كندا حكومة وشعباً.

وزير الخارجية بيتر ماك كي أكد مؤخراً في رسالة إلى الصحافة الفلسطينية، أن كندا ساعدت الشعب الفلسطيني بمبلغ 300 مليون دولار منذ عام 1993، وستستمر في هذا الدعم. شكراً لكندا على هذه المساعدة. ولكن كندا تستطيع فعل المزيد، على المستوى المادي والمعنوي كذلك كندا تفتخر بقيمها الإنسانية والتزامها بقضايا الحرية والسلام والعدل في العالم .
لنعمل معها كي يتحقق للشعب الفلسطيني وللإنسان الفلسطيني الحرية والسلام والعدل.
ولنعمل معاً كي يصبح هذا الحلم حقيقة. شكرا لإصغائكم.".

وفي ختام هاذين الحدثين الهامين بمناسبة ذكرى النكبة، ندعو للمزيد من التآلف والتعاطف بين شعوبنا العربية في المهجر، هذا هو أملنا هنا لتحقيق المزيد من الدعم من الحكومة الكندية، وحتى نصل إلى هدفنا علينا أولا أن نوحد صفوفنا كعرب، خاصة وأن آمالنا واحدة وأهدافنا واحدة وجميعنا نعتبر بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، إذا لم ينجحوا هناك في تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع لماذا لا نقوم به هنا... وهذا سهل ويسير إذا تعاملنا بمحبة... وإذا فتحنا قلوبنا وأفئدتنا لنداء شعبنا العربي الفلسطيني المناضل والمقاوم كالصخرة المقدسة... صخرة الأقصى كنيسة القيامة في القدس الشريف اللذان يعبران عن انتماء الشعب الفلسطيني لمقدساته، هوية ودين كما يعبر يهود السُمرا عن انتمائهم لمقدساتهم جبل التور في مدينة نابلس، إن تضامننا جميعا مسلمون ومسيحيون ويهود عاشوا جميعا في وطن واحد دهرا من الزمن، وينتمون بالحب والوفاء لفلسطين ويحملون الجنسية والجواز الفلسطيني
هل من مزيد من التأييد.. لنرفع شعار دعم الشعب الفلسطيني المحاصر والذي يهدد بالتجويع والتهميش لنرفع شعار نعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني... نعم لخيارة الديمقراطي في اختيار حكومته التي رفعت شعار التغيير والإصلاح... وأجبنا جميعا كعرب ومدافعون عن حقوق الإنسان... أينما وجد إنسان مضطهد... وأجبنا الذي لا يختلف عليه أحد والحمد لله... أن نقف إلى جوار الشعب الفلسطيني نشعره بأنه ليس وحدة ... نشعره بأننا نبارك خطواته وقراراته أسوة ببقية الشعوب التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل نيل حريتها وتحيق حلمها بدولة ديمقراطية حرة مستقلة... ولا يخالفني أحد بأن الشعب الفلسطيني سيقود شعلة النصر ويحقق اهدافة، لأنة قد قدم أنفس ما عنده... دمه الغالي الذي طهر به تراب فلسطين المغموس بدم شهداءها الأبرار

This page is powered by Blogger. Isn't yours?