Saturday, November 04, 2006
منتجع سهل حشيش على البحر الأحمر Oberoi
منتجع سهل حشيش على البحر الأحمر Oberoi
فور وصولي في زيارة سريعة للقاهرة، وبعد مقابلة السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية... لشكره على رعاية حفلنا التراثي العربي في كندا... استشرت مدير العلاقات العامة في هيئة التنشيط السياحي في القاهرة، أن يختار لي مكانا قصيا، قلت له ولموظفي العلاقات العامة في مكتبه، أريد مكانا هادئا ذا طبيعة ساحرة... فاختاروا منطقة غاية في الروعة والجمال... اسمها سهل حشيش لم أسمع عنها من قبل... وهي غير معرفة لدى السائح العربي لأنها منتزه جديد... تطل تلته الخضراء على أجمل المناظر الطبيعية سحرا وهدوءا... شاطئ لازوردي صافي لدرجة تلمح بين أمواجه الرقيقة... أسماك تشع بألوان طبيعة البحر الأحمر الخاصة... والتي يؤمها هواة الغوص من كل أنحاء العالم...
يبعد منتجع سهل حشيش عن مدينة الغردقة 23 كم... وعن مطار الغردقة 17كم، وعندما سألت عن أصل هذا الاسم... عرفت بأن تلال سهل حشيش المطلة على البحر الأحمر مباشرة كان ينبت عليها عشب أخضر، لهذا سميت بسهل حشيش.
طرنا إلى منطقة الغردقة لقضاء إجازة قصيرة جدا أردت من ورائها أن أستعيد أنفاسي بعد المجهود الكبير الذي بذلته في مهرجان عربي في مونتريال، كندا... خاصة وأنني كنت مقبلة على رحلات أخرى لعدة عواصم عربية....
Oberoi حسن الاستقبال في منتجع سهل حشيش
عندما استقبلنا موظف العلاقات العامة في المطار، وأعتقد أن اسمه ياسر، كان في منتهى اللطف والذوق الرفيع، اصطحبنا إلى السيارة الأنيقة التي كانت بانتظارنا، ثم قدم لنا ( كانت برفقتي صديقة عزيزة لم أراها منذ زمن) فوطة دافئة معطرة بماء الورد، أنعشتنا وخففت عنا أعباء الرحلة (خاصة انتظارنا الطويل في مطار مصر للطيران في القاهرة لخلل ما في الطائرة) ثم قدم لنا ماء منعشا، وعندما وصلنا إلى سهل حشيش شعرت بأنني في الجنة التي وعد الله بها المؤمنون.... صدقوني لا أبالغ فالمكان الذي رأيته يصعب وصفه لأن سحره أقوى من لغة الكتابة، كل ما فيه ساحر وجميل وأخاذ... سماء صافية.. جو في غاية الانتعاش... وخشوعا الهي سكنني وغمرني بسعادة لا توصف...
أجل هدوء رباني وإنساني نبيل ودافئ لفني بالكامل... بحر أزرق غامق الزرقة... مجرد النظر فيه يزيل تعب الدنيا وهمومها... بحر ساحر واسع لا حد لمداه... يمتد أمامي كأجمل ما يمكن أن تراه العين... وعلى شاطئة الذهبي الواسع والممتد... نكاد نشاهد بالعين المجردة كنوز هذا البحر بأسماكه الملونة بألوان الطبيعة الساحرة... وبقية حيوانات البحر ذات الأشكال والألوان الجذابة... ولقد بذل موظف الشاطئ مجهودا يشكر ليعرفنا على أسرار البحر... وأماكن تواجد كنوزة الغنية بجمالها الرباني الذي يغمر النفس بالعرفان لنعم الله علينا... تمنيت أن لا تنتهي هذه الرحلة... رحلة مشاهدة أعماق البحر الأحمر، بعالمه الخاص به والذي لم تلوثه يد الإنسان فبقي عذريا طاهرا بهذا الكم الهائل من ألوان وأشكال سكانه...
ما بين البحر والرمل والأجنحة الخلابة والمنتشرة على مساحة كبيرة جدا والتي خلقتها الطبيعة، وأبدع الإنسان في ربطها ببعضها البعض من خلال التراث المعماري الجميل وشبكة من ألوان الزهور والأشجار، والنخيل والنباتات المتسلقة والمنتشرة بين الأجنحة المتعددة الدرجات والتسميات، بذوق رفيع زادت من بهجة المكان، ألا تجدون بأنني محقة عندما وصفتها بجنة الله على الأرض....
النادي الرياضي بأجهزته الحديثة مفتوح يوميا من الساعة السابعة صباحا حتى التاسعة مساء، لن أنسى أبدأ أن هناك سيدتين من شرق آسيا متخصصات بعمل المساج، وكانت بنجويين خير معين لي على الاسترخاء الذي كنت في أمس الحاجة إليه، فشكرا لها.
ليل سهل حشيش، ليل أخاذ وساحر، خاصة وأن أروع عازف كمنجة كانت تنبعث أنغامه في هدوء ليل سهل حشيش ... سمعت ألحان كل عشاقي القدامى من أم كلثوم، إلى عبد الوهاب وفريد الأطرش عبد الحليم حافظ وليلى مراد وأسمهان وغيرهم... لن أنسى تلك الليلة الرائعة التي تناولنا فيها عشائنا الشهي حول المسبح والأنغام الساحرة كأنها تراتيل إلهية تزيل كل تعب وتشفى الروح مما أصبها عبر الزمن.. لم نشبع من سماع ألحان قريبة إلى قلوبنا من أنامل عازف ماهر وأستاذ في معهد الموسيقى العالي في الأوبرا الدكتورسامي إبراهيم، كانت عزفه الشجي ينساب مع صوت البحر الهادئ ليلا، وأتسام صيف لطيفه وحنونة... كل هذا التجانس البديع اكتمل بعزف متميز على آلة الكمنجة للدكتور إبراهيم، كانت موسيقاه تتسلل إلى قلبي وروحي برقة وخفة ونشوة ما بعدها نشوه.
شكر وتقدير
أنني أتوجه بالشكر العميق إلى مدير منتجع سهل حشيش الخلاب، صاحب الوجه الباسم والدافئ دائما، لحسن استقباله، كما أشكر طاقم العمل، من مسئول المطعم والعاملون معه، ومسئول المطبخ والعاملون معه، على ذوقهم الرفيع في الإفطار المتميز الذي لم أشاهد مثله في أفخم مطاعم البلاد التي زرتها أو أقمت بها، وهي كثيرة.
كما أشكر محمد الكبير الذي كان يقوم بتنظيف الجناح الذي نزلت به لأنه كان يفاجئنا يوميا بأشكال من الحيوانات الأليفة يبتدعها بنفسه من فوط الحمام الناصعة البياض والمصنوعة من أفضل أنواع القطن في العالم... القطن المصري الشهير... طويل التيلة... كان محمد الكبير لتميزه عن محمد الصغير رفيقه بالعمل، بسبب طوله... يزينها بشتى أنواع الزهور وألوانها المتعددة، كان فنانا كبيرا وفي اليوم الأخير صنع لنا قلبا مليئا بالزهور ذات الألوان الأخاذة، ورسم لنا من الزهور كلمة وداع بالعربية والإنجليزية.
لقد عدت وكلي حماس أن أقول لكل عربي وعربية، وكل كندي وكندية، يريد أن يقضي إجازة ممتعه، أن يذهب إلى منتجع سهل حشيش لأنها تضاهي الريفيرا الفرنسية، وغيرها من المناطق السياحية، أقولها بأمانة وصدق لكل من يرغب في إعادة النشاط إلى جسده وعقله وروحة أن يذهب إجازة إلى مصر، وهناك سيجد كل عون من مكتب التنشيط السياحي.. ليرشده إلى المكان الذي يناسبه.
أمنية
لقد تمنيت لو أنني أعمل في مجال السياحة لأصطحب معي مجموعة من الكنديين لزيارة منتجع سهل حشيش... وأنا واثقة كل الثقة بأنهم سيكر روا الزيارة مرات ومرات... لأنهم لن يجدوا أفضل ولا أروع ولا أجمل من هذا المكان الذي حياه الله بموقع ساحر زادت عبقرية الإنسان في رونقه، من المصصم إلى المنفذ إلى العاملين في جنة الله على الأرض جمالا وروعة وأناقة... كل شيء في سهل حشيش صناعة مصرية100%.... من المصمم... الى المنفذ... إلى الفرش والإنارة... والبياضات والمناشف والشراشف... الخ.... من الصناعات القطنية المصرية الغاية في الإتقان والروعة... أجل كلها صناعة مصرية 100%? ومن شدة إعجابي بالمفروشات والقطنيات سألت مدير الفندق عنها... هل تم استيرادها من الخارج، أجاب بكل فخر أبدا... كلها من مصر والتصنيع في مصر... وأعطاني تلفون مدير المصنع.
وفور عودتي إلى القاهرة زرت الشركة، واشتريت بعض القطنيان كما اشترت صديقتي وأقاربها، وكما هو معروف فإن القطن المصري أفضل أنواع القطن في العالم، هذا وقد كان من ذوق ولطف صاحب المصنع أن أهداني روب حمام ومنشفة قطنية تماما مثل الذين كنت أستعملهما في منتزه سهل حشيش، حملتهما معي إلى كندا ذكري لا تنسى خاصة وأنهما صناعة عربية مصرية 100%
منتجع سهل حشيش
الغردقه
يوليو 200215