Thursday, October 19, 2006

 

البحر والقمر يتناجيان

الله ما أجمل البحر المنور
الله ما أجمل القمر المدور

بحر الكويت
جئتك... يا بحر
من بعيد.. جئتك
طرت إليك
اجتزت المحيطات والمسافات
سبقني إليك
قلبي الملهوف
ونفسي الولهانة
وشوقي المتأجج
اشتقت للمس رمالك الناعمة
وحضن مياهك الدافئة

العودة
عدت إليك.. يا بحر
بعد طول انتظار.. عدت
تحقق الحلم
وعدت..
في حضرتك
غمرني ابتهال
وحنين....
شكرا لمن جعل الحلم حقيقة
شكرا لصديقه
اسمها شفيقه
شكرا شفيقة
شكرا هشام
شكرا لكل اهتمام..
شكرا لأصدقاء الود والوفاء


عشق
تعشق البحر...
تستنشق نسيمه
يحتضنها بحب
يهدهدها برفق
ويلفها بحنان
تسترخي... وتنام

المد
البحر والقمر..
يتعانقان
يتهامسان
بالحب والخير...
يتناجيان
وبالعطاء يتعاهدان
يمتد المد... ويمتد
تفوح بشائر السعد
وتنتشر شباك الصيد
و"سنانير" الهواة...
ولهو الأطفال

الغروب
غاصت الشمس
في قلب البحر
لمع القمر
أضاء عصافير السماء
لون الفرح
وانتشر الليل
وسكن الدفء القلب
أججه بالحب
ووهجه بالعشق

الفجر
وفي الفجر
بزغ نور
أ رجواني
وشعاع رباني
وامتلأت الشباك
من قلب البحر
وامتد المد..
وتدفق الخير

الجزر
في الفجر
الشط والبحر
يلتقيان
يمتدان
وفي الضحى
يجذب الجزر البحر
بعيدا عن الشط
..................
يتراكض الأطفال
على الرمل
لجمع القواقع..
والألوان
وأطباق الرمل
.................
ويهب المد
وتنهمر دموع البحر
فوق بيوت الرمل
وتذوب كملح البحر

الرزق
بحر الكويت
في البدء
كنت الرزق
كنت الحياة
وفي أعماقك
نبت اللؤلؤ والمرجان
وكبرت الدانات في المحار
وترعرع الزبيدي والروبيان
والهامور والنجرور والسلطان
بحر الكويت
في البدء
كنت الرزق
ونبع الخير
وفسفور الحياة
لأهل "الديرة"

البحر الوديع
جئتك أيها البحر الوديع
جئت ألقاك
بصحبة أصدقاء
نزلت مسكنا طيبا وديعا
كوداعة أهله
وطيب أهله...
بارك الله شفيقة
وزادها من نعيمه
وحفظ الله زوجها هشام
من شر ما خلق

بحر الكويت
يا بحر الكويت
يا الطيب يا الودود
يا الهادي يا الحنون
في شهر آذار.. جئتك
بربيع الحب.. جئتك
بقلبي الولهان.. جئتك
وبروحي الهائمة.. جئتك
بحر الكويت
كنت العشق والود
حضنتني برفق
هدهدتني
وأعدتني لطفولتي
وذكريات طفولتي
تجمعت دموعا في رمش العين
وانهمرت بحرا
في حضن البحر..

وجدتها
وجدتها حبيبتي..
حبيبتي الكويت.. وجدتها
حلمت بها
انتظرتها طويلا
شممت عطرا
تنشقت ملح البحر
ونسيم الفجر
انتعشت...
وبخطوات حافية
مشيت..
على رملك العذري
مشيت
سمعت نغما خاصا
زقزق صوت الرمل
زيك.. زيك...
تذوقت ملح البحر
احتضنته وارتويت
ها هو الحلم
تحققا
ونبع الذكريات
تدفقا
وتجسد عمري
وتأجج فلبي
وتوهجت روحي
بذكريات حب وحياة

الكويت وطن الذكريات
وطن الذكريات.. هنا
ذكريات طفولتي.. هنا
وشبابي عشته.. هنا
ورفيقات دربي.. هنا
وصديقات عمري.. هنا
براعمي تفتحت.. هنا
مواهبي نمت هنا
حبي كبر.. هنا
رائحة البحر
استنشقته.. هنا
وطيب الأرض والناس
عشته.. هنا
على أرض الكويت الخيرة
كنت أنا
عشت هنا
وعدت لها...
* فجر الجمعة، 5 آذار 2004، بمناسبة أول زيارة للكويت بعد غياب قارب العشرون عاما في المهجر الكندي

Friday, October 13, 2006

 

البحر والقمر يتناجيان

البحر والقمر يتناجيان
إلى الأصدقاء شفيقة العلي المطوع وهشام العيسى، وإلى كل أصدقاء الود والوفاء
نوال حلاوه / كاتبة وصحفية

الله ما أجمل البحر المنور
الله ما أجمل القمر المدور

بحر الكويت
جئتك... يا بحر
من بعيد.. جئتك
طرت إليك
اجتزت المحيطات والمسافات
سبقني إليك
قلبي الملهوف
ونفسي الولهانة
وشوقي المتأجج
اشتقت للمس رمالك الناعمة
وحضن مياهك الدافئة

العودة
عدت إليك.. يا بحر
بعد طول انتظار.. عدت
تحقق الحلم
وعدت..
في حضرتك
غمرني ابتهال
وحنين....
شكرا لمن جعل الحلم حقيقة
شكرا لصديقه
اسمها شفيقه
شكرا شفيقة
شكرا هشام
شكرا لكل اهتمام..
شكرا لأصدقاء الود والوفاء


عشق
تعشق البحر...
تستنشق نسيمه
يحتضنها بحب
يهدهدها برفق
ويلفها بحنان
تسترخي... وتنام

المد
البحر والقمر..
يتعانقان
يتهامسان
بالحب والخير...
يتناجيان
وبالعطاء يتعاهدان
يمتد المد... ويمتد
تفوح بشائر السعد
وتنتشر شباك الصيد
و"سنانير" الهواة...
ولهو الأطفال

الغروب
غاصت الشمس
في قلب البحر
لمع القمر
أضاء عصافير السماء
لون الفرح
وانتشر الليل
وسكن الدفء القلب
أججه بالحب
ووهجه بالعشق

الفجر
وفي الفجر
بزغ نور
أ رجواني
وشعاع رباني
وامتلأت الشباك
من قلب البحر
وامتد المد..
وتدفق الخير

الجزر
في الفجر
الشط والبحر
يلتقيان
يمتدان
وفي الضحى
يجذب الجزر البحر
بعيدا عن الشط
..................
يتراكض الأطفال
على الرمل
لجمع القواقع..
والألوان
وأطباق الرمل
.................
ويهب المد
وتنهمر دموع البحر
فوق بيوت الرمل
وتذوب كملح البحر

الرزق
بحر الكويت
في البدء
كنت الرزق
كنت الحياة
وفي أعماقك
نبت اللؤلؤ والمرجان
وكبرت الدانات في المحار
وترعرع الزبيدي والروبيان
والهامور والنجرور والسلطان
بحر الكويت
في البدء
كنت الرزق
ونبع الخير
وفسفور الحياة
لأهل "الديرة"

البحر الوديع
جئتك أيها البحر الوديع
جئت ألقاك
بصحبة أصدقاء
نزلت مسكنا طيبا وديعا
كوداعة أهله
وطيب أهله...
بارك الله شفيقة
وزادها من نعيمه
وحفظ الله زوجها هشام
من شر ما خلق

بحر الكويت
يا بحر الكويت
يا الطيب يا الودود
يا الهادي يا الحنون
في شهر آذار.. جئتك
بربيع الحب.. جئتك
بقلبي الولهان.. جئتك
وبروحي الهائمة.. جئتك
بحر الكويت
كنت العشق والود
حضنتني برفق
هدهدتني
وأعدتني لطفولتي
وذكريات طفولتي
تجمعت دموعا في رمش العين
وانهمرت بحرا
في حضن البحر..

وجدتها
وجدتها حبيبتي..
حبيبتي الكويت.. وجدتها
حلمت بها
انتظرتها طويلا
شممت عطرا
تنشقت ملح البحر
ونسيم الفجر
انتعشت...
وبخطوات حافية
مشيت..
على رملك العذري
مشيت
سمعت نغما خاصا
زقزق صوت الرمل
زيك.. زيك...
تذوقت ملح البحر
احتضنته وارتويت
ها هو الحلم
تحققا
ونبع الذكريات
تدفقا
وتجسد عمري
وتأجج فلبي
وتوهجت روحي
بذكريات حب وحياة

الكويت وطن الذكريات
وطن الذكريات.. هنا
ذكريات طفولتي.. هنا
وشبابي عشته.. هنا
ورفيقات دربي.. هنا
وصديقات عمري.. هنا
براعمي تفتحت.. هنا
مواهبي نمت هنا
حبي كبر.. هنا
رائحة البحر
استنشقته.. هنا
وطيب الأرض والناس
عشته.. هنا
على أرض الكويت الخيرة
كنت أنا
عشت هنا
وعدت لها...

* فجر الجمعة، 5 آذار 2004، بمناسبة أول زيارة للكويت بعد غياب قارب العشرون عاما في المهجر الكندي

 

يافا مسقط الرأس ودفء القلب

يافا مسقط الرأس ودفء القلب
مهداه الى روح ابراهيم أبو اللغد

يافا أهنئك
انضم اليك أحد أحبائك
ليرقد في أحضانك
آمنا مستقرا
يافا مدينة حبيب فلسطين
ابراهيم ابو اللغد

ترك الدنيا وعاد
عاد الى فلسطين
سكن رام اللة
في بيت هادئ حميم
يشم من نافذته
رائحة البحروأزهار الليمون والبرتقال.

وعندما زار يافا
أول مرة
سبقته ذاكرته هناك
واهتز قلبه الكبير بحب تدفق
كلمات

يافا لم تعد يافا
الأسماء تغيرت
والشوراع تبدلت
والمعالم سحقت
الأشجار يبست
والأزهار تكدرت
والعيون جفت
وبيارات البرتقال قلعت
جرفت بالبولدوزر
ليخفوا معالم الود والمحبة
وسكان مدينة البحر
نزعوهم نزعا
ورموهم في يمها
لتتناولهم الشطآن البعيدة..
من نجا منهم نجا
ومن وقع في اليم هوى

ابراهيم ابو اللغد
ابن يافا
خرج منها عنوة
وعاد اليها عنوة
ابراهيم ... عدت الى مسقط راسك
منيتك الأخيرة
يا عاشق البحر... والوطن

ابراهيم أبو اللغد
عاد الي يافا
محمولا على الأكتاف
مزفوفا بأهازيج الفرح الحزين
وأناشيد الوطن وتراتيل النبي روبين *
رغم أنف رعاة الحاقدين
عاد ابراهيم حيث ولد
اضطجع على رفات أبويه ونام
عاد الى حبيبته يافا

نم قرير العين والروح
يا عاشق البحر
بحر يافا... ثغر فلسطين... وعروسها الجميل
أنت في موطنك ...
ومنبت رأسك....
رحمك اللة وطيب ثراك يا صديقي
نم مستريحا
عدت أخيرا
أنت في يافا فلسطين...
هنيئا لك
لن ترحل ثانية..
أنت في عودك أمين


نوال حلاوه
مونتريال/ كندا
يونيو 2001



* النبي روبين مزار قرب يافا

 

 

50 degrees above and below zero

خمسون فوق الصفر خمسون تحت الصفر

نوال حلاوه
كاتبة وصحفية
عشت في عمرين
عمر فيه طفولتي وشبابي
وعمر صقلت فيه مواهبي
شتان بين العمربن
عمر ارتفعت فيه الحرارة إلي خمسين فوق الصفر
وعمر هبطت فيه الحرارة إلى خمسين تحت الصفر


خمسون فوق الصفر:
شمس حارقة لم ترحم طفولتنا
ورمل لاسع لم يرأف بأطراف أصابعنا
وبكل ما يلمس أجسادنا
في شهر حزيران وتموز وآب

في شهر حزيران وتموز وآب
حر يحرقني وبلهب وجهي العاري بلون الرمان
حر دافق فاقع كالجمر

في شهر حزيران وتموز وآب
يتصاعد بخار الأرض
ويلمع في وقت الظهيرة
الأسود في الشوارع العريضة
كسراب صحراوي يضيء من بعيد
يعكس ذبذبات متوهجة
وتموجات لامعة
تخدع العين برؤيا كاذبة
هذي بحيرة.. كلا أنها جدول صغير
بل هي بحر الخليج

في شهر حزيران وتموز وآب
حر ورطوبة وطوز
أسماء نعت بها والدي أشقاء
ولدوا في شهر حزيران وتموز وآب

في شهر حزيران وتموز وآب
تنزف وجوه تعبة
بعرق ساخن يمتزج بتراب الأرض
ويعجن في بيوت الطين ورصيف الأرض

في شهر حزيران وتموز وآب
يفيء عمال المباني وراصفي الشوارع
بظلال الحواري الضيقة
وتراب الأزقة المتلاصقة
بين بيوت الطين المعجونة بعرق الشمس
في تراب الأرض
يتظللون

في شهر حزيران وتموز وأب
تفيح رائحة الخبز والبصل والطماط1
من أفواه تسرق قيلولتها
لتسد رمقها

في شهر حزيران وتموز وآب
يكدح عمال بعيون غابرة
وقلوب راجفة
ونار موقدة
لفراق فلذات الأكباد
والزوجات والأحباب
عمال الأرض رخيصون
مستوردون من الهند وبنغلادش
وباكستان
مصبوغة أجسادهم بحرق الشمس
وملح الأرض

في شهر حزيران وتموز وآب
يموج البحر الساخن بأجساد مرهقة
وعندما تسقط الشمس في بطن البحر
تهب نسمات دافئة
على العيون المتعبة
والأجساد المنهكة
ويغرق الكل في غفوة تمتد وتمتد

في شهر حزيران وتموز وآب
يتصاعد المد في ليل البحر
ويعم الهدوء بحرا ساحرا
نائما ومعتما لولا ومضات قناديل الصيادين
وهسيس حشرات الليل والبحر

وفي الفجر
تصدح أغاني الصيادين.. بلحن حزين وتير
يتراجع المد خطوة... ثم خطوات
يترك بصماته...
تلمع عند شروق الفجر
دوائر رملية ملساء
كجلد حية رقطاء
يسحب الصيادون شباكهم
قبل أن يجرف الجزر صيدهم الثمين
من بحر عزيز كريم
الزبيدي والهامور والنجرور والروبيان2
يتعاونون يتسارعون قبل أن يسحب الجزر كنزهم اللذيذ
بعيدا... بعيد
إلى عمق بحر الخليج

ويبقى البحر والرمل
وظلال البيوت الطينية
ودفء المودة في الفريج3
وطيب الناس والجيران والنوم على السطوح
ومدفع الإفطار وأطفال الكركيعان4
والهريسة والباجلاء والنخي، والخبز المرقوق 5
والمسكوف والمتشبوس6
والتمن المشخول7
عنوان الكرم والطيبة
ورمز الحب والعطاء
في وطن الأمن والسلام
وحب الخير للإنسان
والجيران والأطفال
وأيام زمان
عندما كان الإنسان
يحب لأخيه كما يحبه لنفسه
ويكره لأخيه ما يكرهه لنفسه
هل يعود الحب حبا
والأمن أمنا وسلام
خمسون تحت الصفر:

في شهر يناير وفبراير ومارس
عواصف وثلج وسراب طويل
وصقيع واغتراب أليم
تقام المهرجانات
تشكيلات لأجساد ومجسمات
للطبيعة والإنسان
وبيوت ومزارات
مزارات ساحرة للمدن البيضاء
وفي المساء
تبث بصيص أنوار
يأخذني بانسياب ضوء الليل الخافت

في شهر يناير وفبراير ومارس
تتكون تلال الثلج
وعندما تشرق الشمس
يبدأ اللهو
يلهو به الأطفال ويتقاذفه الكبار
كرات ثلجية
تنزلق برفق.. تتفتت..تصيب هدفها
أو تتطاير في مهب الريح

في شهر يناير وفبراير ومارس
تضاء أنوار القناديل
ويتحول الأبيض المسكون بالبرد
إلى حرارة تشع منها ألوان الدفء
ويخيم جو روحي
وترتيل قدسي
وينمو الحب في الإنسان

في شهر يناير وفبراير ومارس
نعيش في بيوت الثلج والمباني التي تعانق السماء
نقبع في بيوتنا
دفئها....
ينسينا الأبيض بالأبيض
يغمر الأرض والسماء وكل الفراغات
أطنان من الثلج وصقيع في الأرض
وفي البيت أجسادنا ساخنة
وأرواحنا تعاني الصقيع
ووحشة المكان...
يتجول الدفء إلى مكان عملنا
مواصلاتنا... ومرافق حياتنا

في شهر يناير وفبراير ومارس
نتجول تحت الأرض
يسكننا البرد وصقيع النفس
أصاب بصدمة الافتراق
من خمسين فوق الصفر
إلى خمسين تحت الصفر

في شهر يناير وفبراير ومارس
نلتف مساء
حول مدفأة الحطب
تنتعش روحنا
برومانسية اللهب...
يتوهج الجمر
بلون الأرجوان.
يتأجج الحطب
يصبح جمرا...
نرمي بطرفه أكواز الذرة
وحبات الكستناء...
تفوح رائحة الشواء
يشيع الدفء والرضى
وننسى ما خلف النوافذ والأبواب من ضنى

في شهر يناير وفبراير ومارس
يتراكم الثلج في كل مكان
وتعتمر البيوت بعمامات بيضاء
وبتصاعد في السماء هبات ضباب
ودخان مراجل المدافيء السوداء
يرش العمال الشوارع والطرقات بالملح
ويبدأ الثلج في الذوبان
وتعود الحياة للإنسان
نشاهد تلالا وأكوامأ...
يتلوث الأبيض بعادم المركبات
نغوص في الشوارع الرمادية
ويختلط الحابل في النابل

في شهر يناير وفبراير ومارس
يتساقط الثلج على الأغصان العارية
ليشكل صور فنية رائعة
تتجمع الحبيبات... بلورية لامعة
وتشع الأغصان لآلاء مضيئة
وتنهمر... السماء عواصف ثلجية
وتنعق الصواعق
بعواصف... مدمرة
ويتدفق نبض القلب
ويسكن الناس في حضن البيت
ودفئه وحماه

وذكريات الوطن البعيد
وبعد أيام...
تسطع أشعة الشمس الدافئة
وتهدأ العاصفة
وفي صباح يوم هادئ قرير
تسجد الطبيعة
مخلوقات... بلورية مضيئة
لم ترى العين أجمل
وينبض القلب من جديد بحب جميل
وتحمد النفس الخاشعة المتعبدة
الهائمة بعشق ملكوت الله
التي خلقها وأحسن صنعها

في شهر يناير وفبراير ومارس
عشت قدري
من خمسين فوق الصفر
إلى خمسين تحت الصفر
في أرضي وشمسي ونهاري
هنا في غربتي
في وطن جمعني بأسرتي
في وطن أصبح واحتي
لم يطأه أبي وعشيرتي
لم يكن مسقط رأسي
ولم تلدني به أمي
عشت الوطن البديل
وطن ذكريات طفولتي
أولادي رضعوه حبا
قطرة .....قطرة...

وكانت الهجرة قدري
لم ترحم حبي وحنيني
وذكريات طفولتي وشبابي

ورغم مشاعر الأمن والسلام
يبقى الحنين ويتأجج الشوق
وتصبح الذكريات زادي وكنزي
كلما ازداد اغترابي

أغوص في أعماق ذاتي
أغرف منها ما يطفئ اشتياقي
وأجدد بها طاقاتي
وحنيني يفيض بي

يؤجج فؤادي
ويلهبني بمشاعر الألم العميق
وحبي لوطني العربي يزيد

عشت في عمرين بين فرقين
من خمسين فوق الصفر إلى خمسين تحت الصفر



مونتريال 13/7/2001


This page is powered by Blogger. Isn't yours?